الجهاد وشدة النكاية في العداء والمرض والموت بالسم رضي الله عنه فلما فعلوا فعلتهم صاحوا من فوق المدينة أين عاصم السدراتي الذي قتل بالسم وبلغ ذلك في أبي الخطاب مبلغا عظيما فأمر أهل العسكر أن يخرجوا بالليل بسلاحهم ويتركوا الأخبية كما كانت أشباه المنهزمين فلما أصبح أهل القيروان ظنوا أنهم هربوا فاتبعوهم مشرقين وقد كمن لهم أبو الخطاب فيمن معه فلما تراء الجمعان ووقع القتال انهزم أهل القيروان وولوا مدبرين فتبعهم حتى دخل القيروان فخرج أهل المدينة إلى موضع القتلا فاذا هم بثيابهم لم يسلب أحد منهم فقالت أمرأة كأنهم رقود وسمي الموضع رقادة إلى أيام عبد العزيز بن أحمد المكني بابي فارس فسماه نبهانه على ما قيل وخرجوا إلى زروعهم فاذا هي كما كانت لم يقع فيها فساد ولا ضرة بالناس ولا بالمواشي فتعجب الناس من عدل أبي الخطاب وطاعة أصحابه له فتفقد رحمه الله القتلا فوجد واحدا منهم مسلوبا فنادى مناديه من أخذ من القتلا شيئا فليرده فلما آيس دعا الله ربه وكان مستجاب الدعاء أن يفضحه على رؤس الأشهاد فركبوا خيلهم ليجروها وانقطع حزام جميل السدراتي وسقط وظهر السلب تحت سرجه فأخذه الإمام وادبه.
وكان رحمه الله أحسن السيرة فيهم حين هزمهم لم يجز على جريح ولم يتبع مدبرا فقال له خالد اللواتي ناكل من اموالهم كما يأكلون من اموالنا قال
مخ ۱۲۹