سر صناعت اعراب
سر صناعة الإعراب
خپرندوی
دار الكتب العلمية بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولي ١٤٢١هـ
د چاپ کال
٢٠٠٠م
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
صرف او نحو
وقرأت عليه أيضا عنه١:
إذا لاقيت قوما فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا
وهذا من المقلوب. معناه: كفى بقوم خبيرا صاحبهم، فجعل الباء في الصاحب، وموضعها أن تكون في "قوم"، إذ هم الفاعلون في المعنى. وكذلك قوله تبارك اسمه: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ ٢ [البقرة: ١٩٥]، تقديره والله أعلم: ولا تلقوا بأيديكم، وهذا واسع عنهم جدا.
وأما قول الآخر٣:
فأصبحن لا يسألنه عن بما به ... أصعد في علو الهوى أو تصوبا٤
فإنه زاد الباء، وفصل بها بين "عن" وما جرته، وهذا من غريب مواضعها.
فأما قولهم: سميته زيدا وبزيد، وكنيته أبا عبد الله وبأبي عبد الله، فليست الباء فيه زائدة، وإنما أوصلوا بها الفعل تارة إلى المفعول، وأوصلوه تارة أخرى بنفسه، كما قالوا: جئته وجئت إليه، وخشنت صدره٥، وخشنت بصدره.
فأما قولهم: فرقته وفرقت منه، وجزعته٦ وجزعت منه، فأصلهما أن يتعديا بحرف الجر، وإنما يحذف تخفيفا، يدل على ذلك أن فرقت وجزعت أفعال غير واصلة، بمنزلة بطرت٧ وأشرت وعرصت وهبصت٨.
١ الضمير فيها راجع إلى أحمد بن يحيى ثعلب. ٢ أي إلى الهلاك، واستشهد ابن جني بها على زيادة الباء في "بأيديكم". ٣ البيت للأسود بن يعفر "كما في المقاصد النحوية في شرح شواهد الألفية. للعيني" بهامش خزانة الأدب للبغدادي "٤/ ١٠٣". ٤ صعد: طلع. العلو: الارتفاع. الهوى: السقوط. الشرح: لم تعد هؤلاء النسوة تسأله عما يحدث له أو عما يفعله. والمؤلف قد شرح الشواهد في المتن وهو زيادة الباء بين حرف الجر والاسم المجرور. ٥ خشن صدر فلان: أغضبه وهيجه. القاموس المحيط "٤/ ٢١٥". ٦ جزعته: خفت منه. مادة "جزع". اللسان "١/ ٦١٦". ٧ بطرت: غلا في المرح، والنعمة: استخفها فكفرها، والحق: أنكره. القاموس "١/ ٣٧١". ٨ عرصت وهبصت: نشطت. القاموس المحيط "٢/ ٣٠٥". مادة "عرص".
1 / 147