الذي قال ﵁ وعنهم-: أنه من أكثرهم مالًا.
ويؤيده قوله -كما مضى قريبًا- أنه لا يملك ذهبًا ولا فضة غير خاتمه، وكذا يستأنس له بما ورد أنه كان له بستانٌ يحمل في السنة مرتين، وكان فيه رَيحان يجيء منه ريح المسك.
وفي «الأدب المفرد» (١) للبخاري من حديث سِنانٍ، عن أنس ﵁ قال: كان النبي ﷺ يدخل علينا (أهل البيت) فدخل يومًا فدعا لنا، فقالت أم سليم: خويدمك! ألا تدعو له؟ قال: «اللهم أكثر مالَه وولدَه، وأطل عمرَه واغفر له»، فدعا لي بثلاثٍ، فدفنت مئة وثلاثة، وإن ثمرتي لتطعِم في السنة مرتين، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس، وأرجو المغفرة.
وجاءه قيّمُه في أرضه فقال: يا أبا حمزة عطِشَت أرضك، فتردَّى -أي: لبس رداءَه- ثم خرج إلى البرية، ثم صلى ما قضى الله له، ثم دعا، فثارت سحابة وغشيَت أرضَه، ومطَرت حتى ملأت صهريجًا (٢) له، وذلك في الصيف فأرسل بعض أهله، فقال: انظروا أين بلغت، فإذا هي لم تَعدُ أرضه (٣) .
وشبيه قصة أنس ﵁ هذه ما صحَّ في «مسلمٍ» من حديث عبيد ابن عُمير الليثي، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «بينما رجل بفلاةٍ من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسقِ حديقة فلانٍ، فتنحى ذلك