152

سر مکتوم

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

خپرندوی

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

قلت: لا، بل مالي، قال: «فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو أعطيت فأمضيت، وسائره لمواليك» (١)، فقلت: أما والله لئن رجعت لأقلنَّ عددها. وشاهد ذلك في «الصحيح»، وهو قوله ﷺ: «يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس» (٢) . أو تكون الكثرة المدعو بها لأنس هي الكثرة من المواشي، وكذا من الزرع والغرس، الذي قال ﷺ فيه -كما في «صحيح مسلم» وغيرِه- من حديث جابرٍ وغيرِه: «ما من مسلمٍ يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان أو بهيمة أو شيء -وفي لفظٍ: «أو طائر» - إلا كان له به صدقةً» (٣) . وذلك كان أكثر أموال الأنصار،

(١) أخرجه مطولًا البخاري في «الأدب المفرد «(٩٥٣)، والطبراني في «الكبير» (١٨/٨٧٠)، والحاكم (٣/٦١٢)، والبغوي في «معجم الصحابة» (٥/٣ رقم ١٩٦١)، والبيهقي في «الشعب» (٣٣٣٦)، والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٤/٥٨) من حديث الحسن البصري، عن قيس بن عاصم المنقري السعدي، وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٣/١٠٧) إلى الطبراني، وقال: «وفيه زياد الخصاص وفيه كلام وقد وثق» . قلت: كذا فيه «الخصاص» ! وصوابه «الجصاص» بفتح أوله وهو جيم، خلافًا لما في مطبوع «المعجم» وغيره، ضبطه ابن ناصر الدين في «التوضيح» (٢/٣٦٥)، وترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/٤٧٤)، وتكلم فيه غير واحد. وفي «مصنف عبد الرزاق» (٤/٣٠ رقم ٦٨٦٨) عن ابن جريج قال: «حُدثت أن رجلًا من بني نهدٍ قال:....» وذكر الحديث. وأخرجه مختصرًا -دون ذِكر موطن الشاهد-: أحمد (٥/٦١)، والطيالسي (١٠٨٥)، وابن سعد في «الطبقات» (٧/٣٦)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١١٦٣)، والبزار في «مسنده» (١٣٧٨- زوائده) من طرق، عن قيس بن عاصم. (٢) أخرجه أحمد (٢/٣٦٨)، ومسلم (٢٩٥٩)، وابن حبان (٣٢٤٤، ٣٣٢٨)، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/٣٢١)، والبيهقي (٣/٣٦٨)، وفي «الشعب» (٣٣٣٣)، وابن عبد البرّ في «التمهيد» (٢/٥) من حديث أبي هريرة. (٣) أخرجه أحمد (٣/١٤٧، ٢٢٩)، والبخاري (٢٣٢٠، ٦٠١٢)، ومسلم (١٥٥٣)، والترمذي (١٣٨٢)، وأبو يعلى (٢٨٥١)، والبيهقي (٦/١٣٧)، والبغوي (١٦٤٩) من حديث أنس بن مالك.

1 / 163