ثم التفت إلى مساعديه قائلا: هلما وفكا قيود يده الأخرى ورجليه.
ولم يكن جريجوار في حالة تسمح له بالنطق فكيف بالشكران، فإنه أغمي عليه من ألم الضرب على رأفته، فأتى عبدان وحملاه على أذرعهما، وسارا به إلى بيت الخدم يتبعهما إيفان.
ولما وصلا إليه فتح المضروب عينيه، فلمح الضابط ينظر إليه متألما مما أصابه، فصاح به قائلا: سيدي فيدور، أرجو سعادتكم أن تنوبوا عني في شكر سعادة مولانا الجنرال، أما سيدتي فاننكا (وهنا انخفض صوته) فسأقدم لها شكري بنفسي.
فصاح به الضابط مغضبا، لما رآه كأنه يتهدد اسما عزيزا لديه: ماذا تصر بين أسنانك؟
فقال جريجوار: لا شيء يا مولاي لا شيء، غير أني أقول: إن جريجوار المسكين يشكر سعادتكم على الشرف الزائد الذي أوليتموه إياه بحضوركم ساعة جلده.
فقال الضابط وهو لا يصدق أن ذلك ما كان يتشدق به الحلاق: حسنا، اذهب واسترح في مكانك.
ثم التفت إلى إيفان قائلا: واسقه يا إيفان كأسا من الخمر، فربما ردت إليه صوابه وعلمته احترام أسياده.
فأشار إيفان بالطاعة، وتبع رفاقه حيث دخلوا، ثم قصد فيدور داخل القصر، وابتدأ الملأ من المتفرجين ينصرفون إلى حال سبيلهم يتذاكرون فيما شهدوه، معجبين بمكر إيفان وكرم الجنرال.
الفصل الثاني
أما وقد عرفنا القارئ العزيز ببعض أبطال روايتنا في الفصل السابق، فقد وجب علينا أن نزيده علما بهم وبمن لم يعلم عنهم شيئا للآن.
ناپیژندل شوی مخ