فأجاب الخادم باسما: الطمع يا مولاي على أنواع؛ فمن الناس من يطمح إلى مركز سام، ومنهم من يطمح إلى مصاهرة الأسرات الكبيرة، فالأولون يعتمدون على أنفسهم للوصول إلى الغاية التي يرمون إليها، أما الآخرون فيضعون آمالهم في الزوجة التي يسعون في خطبتها؛ ليتخذوها سلما لبلوغ الشرف والثروة، وهؤلاء يرفعون عيونهم عادة إلى أرفع مما يجب أن ترفع.
فلحظ الجنرال أن وراء هذه الكلمات غرضا يرمي إليه الخادم، فسأله قائلا: وما تعني بقولك هذا؟
قال الخادم: إنني أروم تنبيه مولاي إلى أن النعمة قد تدفع المنعم عليه إلى نسيان درجته لفرط طيبة المنعم، فيمنيه الطمع بنوال غاية أسمى مما نال، على أنه قد يكون في درجة أسمى مما يستحق.
فصاح الجنرال قائلا: التفت يا جريجوار إلى ما تقول، واعلم أنك قد اندفعت في طريق كثير العقبات، فأنا لا أعتبر ما تقول إلا تهمة ترمي بها أخص أتباعي يجب عليك إثباتها بالبراهين البينات.
فأجابه الخادم غير متردد قائلا: طريق الحق يا مولاي لا تعترضه عقبات، وما علمت شخصا جعل الصدق رائده آب بندامة أو أخفق مسعاه، ومع ذلك فما قلت قولا إلا وفي وسعي إثباته بالبينات.
فصاح به الجنرال قائلا: إذن فما زلت تقول: إن فيدور يحب ابنتي فاننكا؟
فأجابه جريجوار بتلك المراوغة التي امتازت بها أبناء جلدته قائلا : عفوا يا مولاي، فإنني لم أقل ذلك، إنما مولاي يقول، على أنني لم أذكر اسم مولاتي فاننكا على الإطلاق.
قال الجنرال: لكن هذا نفس ما تقصده من قولك، أليس كذلك؟ تكلم بحرية كعادتك، ولا تخف شيئا مما وسعه علمك.
أجاب الخادم: لقد صدق مولاي، وأفصح بالإيضاح عما أشرت إليه بالتلميح.
قال الجنرال مستفهما: إذن فابنتي تشاطر فيدور الحب؟
ناپیژندل شوی مخ