إلى الأرض وعجل الله روحه إلى النار فلما نظر الأسود إلى ذلك حار عقله ونادى يا ابن أبي طالب امدد يدك فاني اشهد ان لا الله الا الله ان ابن عمك محمد رسول الله واني كنت في لجج الضلالة سارج فلا زلت لك منذ هذا اليوم الا مواليا فعند ذلك تبسم الإمام علي كرم الله وجهه وقال له خذ سلب عدو الله وامض حيث شئت مصاحبا للاسلام فقال يا أمير المؤمنين اني لا أكون معك وبين يديك فقال له الامام هذا جبل بعيد لا يصل إليه كل ضامر سلول فقال الأسود هذا الوصف لا أجده الا لك يا ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم أنت زوج البتول وابن عم الرسول سيف الله الرسول الا يا أمير المؤمنين سألتك بحق ابن عمك الا أخبرتني إلى أين تريد فقال له اني والله أريد الهضام بن الحجاف وصنمه المنيع وحصنه الرفيع لأذيقه السم الفقيع فقال الأسود وقد تحول سواد وجهه إلى الاصفرار لما سمع بذكر الهضام فقل له يا أمير المؤمنين لا تعرض نفسك للهلاك فطريق ما ذكرته غير سالك فكيف تصل إليه وبينك وبينه وسبعة قصور وفيها حصون وكلها مملوءة بالرجال والابطال لا يطير عليهم طائر الا منعوه من الجواز حتى يستخيروه ووصولك إلى صنمه أبعد من ذلك وان له جنة ونار ويدخل في جنته من اطاعه ويدخل في ناره من عصاه وانا أخشى عليك مما أعده من الأهوال فقال الامام امض أنت إلى حال سبيلك ومعي ربي تعالى ينصرني وهو معي أينما توجهت فهو حسبي ونعم الوكيل ثم قال له ما اسمك فقال له اسمي هولب فقال الامام اكتم أمري ولا تبيح بسري وامض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدد اسلامك على يديه فقال هولب يا سيدي هذا الذي ضمرت عليه (قال الراوي) فعند ذلك ودع أمير المؤمنين وسار إلى المدينة قاصدا النبي عليه السلام أمير المؤمنين ساير بلاد الهضام حتى ولى النهار واقبل الليل فعبد غروب الشمس صلى المغرب والعشاء ثم سافر طول ليلته حتى لاح الفجر فصلى الصبح ثم سار وطاب له السير وقرب الله البعيد وسهل عليه كل صعب شديد (قال الراوي) حدثنا أمير المؤمنين رضي الله عنه قال كنت أرى الجبال الشاهقة امامي فبينما انا أتفكر في الوصول إليها فما أدري بنفسي الا وانا قد وصلت إليها وعولت
مخ ۱۸