هاشمية بين عينيه فلما نظر الأسود ذلك انذهل وعلم أنه ان أقدم على الامام أرداه فرمى صفيحته من يده ونادى يا ابن أبي طالب ارفق على أسيرك وأحسن إلي فاني لم اعلم بك ولا بمكانك حتى سمعت ذكرك من رفيقك أحسن إلي يا أبا الحسن أحسن الله إليك فلما سمع ذلك منه الإمام قال اعتزل حتى افرغ من عدو الله وأعود إليك فيقضي الله بحكمه ما هو قاض ثم عمل على الامام إلى ورقة وقال يا رأس النفاق قد أظهرت يا عدو الله ما كنت له سائرا وما أنت عليه عازم وضامر فانظر الان لنفسك وتدبر امرك فقد آن أوان قتلك ثم نادى ورقة يا ابن أبي طالب سألتك بحق محمد ابن عمك الا ما أبقيت علي وأحسنت بكرمك إلي فقال له بعد نفاقك وكفرك ما أبقى عليك هيهات هيهات فلما أيقن اللعين بالهلاك قال يا ابن أبي طالب الظلم لا يفارقك ولا يفارق ابن عمك فحدثني عما ظهر لك أنت في طريقك هذا من سوء فعليك مما لا يرضاه الله ثم افعل ما بدا لك فاني اشهد انك أنت وابن عمك ظالمان ساحران فغضب الامام من مقاله ورقة غضبا شديدا وقال له يا عدو الله تبارك وتعالى قد باعد بيننا وبين الظلم والعدوان وجعلنا من أهل الكرم والاحسان ويل لك ولقومك فانا اكشف لك ولقومك جميع ما رايته في طريقنا اما الرجل الذي أقبلنا عليه وعنده الماء والطعام فإنه كان مسموما وانما صنعه للناس حيلة فإذا اكل أحد الطعام وشرب من الماء هلك لوقته فيأخذ ما كان معه وقد أهلك بهذه الحيلة خلقا كثيرا فلما اتيته قتلته عمن قتل من الناس وأهرقت الماء ودفنت الطعام لئلا يأكل منه الطير والوحوش فيهلكوا واما الشيخ الذي اتيناه بالمسجد وعنده الجارية فإنها بنته وهو ينكحها للصادر والوارد فإذا نزل عبد سالك طريق عرض عليه بنته فان اجابه إلى ذلك كان والا يتركه حتى ينام ويسرق منه جميع ما معه فلما قدمت عليه قطعت يديه ورجليه لا جل سرقته ورجمت الجارية لزناها حتى ماتت وأحرقت المسجد واما هذه الحظيرة وهذا الأسود وهذان السبعان فيقتل بهما جميع من اتى إليه في هذه الحظيرة ويأخذ ما كان معه ثم إن الامام تقدم إلى ورقة وضربه بذي الفقار على رأسه ففلقه نصفين ووصل
مخ ۱۷