وها انا أريد ان أرافق علي بن أبي طالب إلى أن أجد فرصة أو غفلة عند قومه أو سيره فاقطع رأسه وأمضي به إلى الملك الهضام لأنال عنده المنزلة العليا وعند الاله المنيع الرفيع وأتقرب إليهم وأصير عندهم صاحب قدر واشفي قلبي من العلل فقال اخوته المنافقين نشكر اللاتي والعزى وفرحوا بذلك فرحا شديدا لما يعلمون من شجاعته وقوة قلبه فما منهم الا وقد وعده بصلته وجعل له جهل ان وصل إلى ذلك (قال الراوي) فعند ذلك خرج ورقة من خضيب ولحق أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه معارضا له سالكا طريقا قال فالتفت الامام إليه وقال من أنت ومن أين اتيت والى أين تريد فقال ورقة اتيت أريد مرافقتك ومصاحبتك ومساعدتك على أعدائك لأنني مبتهج بمحبتك ومجتهد في خدمتك عند ذلك قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه من أحبنا لقي بحبنا نعيما ومن أبغضنا لقي ببغضنا جحيم وكان الله بما قضى عليما ارجع يا ورقة لا انس لي بك والله أعلم بما أضمرت فجزاك عليه يوم يقوم الناس لرب العالمين فقال ورقة يا أبا الحسن اني ما اتيت حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموافقة والمسير معك والمساعدة لك على أعدائك ثم انه الج عليه في السؤال بالمخادعة والحيلة عنه إلى ناحية من الطريق وسمح له بالمسير معه (قال الراوي) ثم سار عدو الامام متجانبا متباعدا عنه وسار عدو الله إلى جانبه ولم يبدله شيئا وكتم امره فقال له الامام ان كان ولابد من مصاحبتي فلا تسألني عن شئ حتى يحدث لك منه ذكرا فاجابه ورقة إلى ذلك وقال بأبي أنت وأمي وكيف أتعرض لك في شئ وأنت من بيت النبوة ومعدن الرسالة واقتبس منك ومن علمك ولا أنازعك في صنعك ولا أمانعك قي امرك وانما انا مساعدك في سفرك ومعاونك على أعدائك فعند ذلك خلى الامام سبيله وجعل يقول:
من صاحب الليث يرجو منه خدعته * يسقى من أظفاره كأس الزي جرما من يشرب لا يامن عواقبه * لو كان يعلم عقبى السم لامتنعا من أضمر الشر يأتي نحوه عجلا * مسارعا قاصدا قد جاء متبعا
مخ ۱۳