و من خاشنه أو قاومه لم يطقه وكافأه بما يستحق ، كما قال الشاعر: وكالسيف إن لاينته لان متنه وحداه إن خاشنته خشنان وكما وصف دعبل بن علي الخزاعي رئيسا كان في زمنه فقال : وإذا جالسته صدرته وتنحيت له [في] الحاشيه وإذا سايرته قدمته وتاخرت مع المستاني وإذا لاينته صادفته سلس الخلق سليم الناحيه وإذا خاشنته آلفيته شرس الرآي آبيا داهيه فاحمد الله على صحبته وسل الرحمن منه العافي وكانت هذه الافعال كلها في أحمد بن طولون ، قد تبينها الناس في علي بن إسحق وعلي بن ماجور وغيرهما .
فانصرف أحمد بن طولون عن سيما ، لما سمع ذلك القول منه من وقته ، وكان عسكره فيما يلي الباب المعروف بباب فارس فأقام بقية يومه ، وباكره من غد فنصب المنجنيقات ، ورى الحصن بالحجارة وبالنفط ، وكان سيما قد أساء العشرة لاهل أطاكية ، فكرهوه وبغضوه ، فلما حاصرهم أحمد بن طولون ورمى حصنهم بما لا يأمنون منه المكروه ، وعلموا أنهم لا يقاومونه بعثوا إليه فدلوه على الموضع الذي منه المدخل إليهم ، فلما كان في الليل دخل أحمد بن طولون وأصحابه الحصن منه ،ونصب أعلامه
ناپیژندل شوی مخ