وكاتب سيما الطويل ، وكان بأنطاكية على جهة التغلب وعصيان السلطان ، يدعوه إلى الطاعة للسلطان والسلم ، ويقول في كتابه إليه : لست أسومك شيئا غير إقامتك الدعوة ، وأنصرف عنكس ويكون البلد لك ، تدبره كما ترى ، فامتنع سيما من ذلك ، ولج فيه الاسباب المنية ، وكان قد تحصن بأنطاكية، لان حصنها ما فتح عنوق قط، فسار إليه أحمد بن طولون وعاوده المكاتبة ، وراجعه القول الاول ، ولطف به ، وراسله برسل معهم عقل ورأي وتلطف فاقام على رأيه ، وهذا الفعل منه ، على ماكان بينه وبين أحمد بن طولون من المحبة والمصادقة والموافقة ، فلم يتنه ذلك ولا راعاه فركب إليه أحمد بن طولون ليخاطبه بنفسه ، ووجه إليه : قد جئتك التسمع خطابي مشافهة ، فأشرف عليه سيما من برج من أبراج الحصن.
فجرت بينهما مخاطبات(1) كثيرة ، بعضها بالتركية وبعضها بالعربية ولاطفه بكل لطف وكل حيلة ، وحلف له بكل يمين ، فلم يجبه إلى مادعاه إليه ، وكان آخر قول سيما له : امض واعمل ما شئت ل فلان يلعب الصبيان برأسي فاحمد ، آثر عندي وأحبة إلى قلبي من أن تلعب أنت بروحي . وأخطا سيما الطويل في هذا القول وجهل فيه ، لان أحمد بن طولون كان من طبعه آن من لاينه واستسلم إليه ، رأى منه كل ما يجبه ، وبلغ منه كل ما يريده،
ناپیژندل شوی مخ