فقال له : إنني أردت تأديبك في يومك هذا بما امتحنتك به لاتلق بهمتك على صغار الأمور ، بأن تسهل على نفسك تناول يسيرها ، فيمنعك ذلك من كبارها ، ولا تشتغل بما يقل قدره فلا لا يكون فيك فضل لما يعظم قدره ، وهذا يا بني نظير تشاغلك بالسمانى ، وهو من صغار الطير ، ولم نتوقف عماتعلم أنه يحضر مائدة أبيك ، مما هو أجل من السمانى وأطيب وأمتع ، فلما حضر ، لم يكن فيك لشئ منه فضل ، وقد تتبعته نفسك فما قدرت عليه .
وليس يتصل بي آذك آخذت من رجل على حاجة تقضيها له أقل من خمسمائة دينار ، لا يجد صاحبها مسا معها ، ولا إجحافا فيها ، إلا غضبت عليك ، ونلت كاتبك بغليظ العقوبة ، ولا تستدع البر على الحوايج ، ولكن أقمه مقام الهدية التي نفيدها إذا جاءت عفوا واحذر أن نقتضيها إن تاخرت عنك ، وكافي على الهدية بأحسن منها ، فإن آعظم الفقر فقرك إلى رعيتك ، وقد جعلت بما عملته معك اليوم تاديبا ومعاتبة وتنبيها لك على مافيه رشدك ، وفقك الله وسددك ، ولا ساءني فيك . فقبل يده ، وقبل منه، وامتثل أمره .
وحدث هارون بن ملول قال : وقف بعض من ينتحل التصوف من المصريين لاحمد بن طولون ، وقد الصرف يوما من صلاة
ناپیژندل شوی مخ