وحدث نسيم الخادم قال : ركب مولاي في غداة باردة إلى المقس.. فاصاب بشاطي النيل صيادا عليه خلق لا يواريه منه شي، ومعه صبي له في مثل حاله وقد القى شبكته في البحر فراه مولاي فرق له وقال لي : يا نسيم ادفع إلىهذا الصياد ثلاثين دينارا ، فتاخرت حتى دفعتها إليه ، ولحقت به فلم يبعد حتى رجغ فوجدنا الصياد ميتا ملق ، والصبي يبكي ويصيح ، فظن مولاي أن بعض سودانه قتله، وآخذ الدنانير منه ، فوقف بنفسه عليه ، وسال هذا الصبي عن أبيه فقال له : هذا الغلام - واشار إلي دفع إلى أبي شيئا ، فلم يزل يبوسه حتى وقع ميتا فقال لي مولاي : فتشه ، فنزلت وفتشته ، فوجدت الدنانير معه بجالها . فحرضنا الصبي آن ياخذها فابي وقال: هذه قتلت ابي وإن اخذتها قتلتني . فاحضر مولاي قاضي المقس وشيوخه ، وآمرهم بان يشتروا للصبي دارا بخسمائة دينار يكون لها غلة (2) فاشتريت وحبست عليه ، وكتب اسمه في جملة من كان يجري عليه جرايته في كل شهر . وقال لي: يا نسيم نحن قتلناه ، الغنى يحتاج إلى تدبير ، وإلا قتل
ناپیژندل شوی مخ