193

سيره ابی طیر

سيرة أبي طير

ژانرونه

شعه فقه

وقتل بعد ذلك مملوك من مماليك أسد الدين واحتز رأسه وأخذت فرسه، وأمر أمير المؤمنين بخراب أموال السلاطين عبدالله بن سالم ومن يقول بقوله من بني عمه إلا مال السلطان الأجل علي بن سعيد بن علي فإن أمير المؤمنين أمر باحترامه وكذلك من يرى بقوله، فخربت البساتين، وغورت الآبار، وحمل إلى صنعاء وغيرها من الأعواد والأشجار شيء كثير، واستأصل المجاهدون شأفتهم، وبلغوا في تدمير بلادهم تدميرا عظيما لم يبلغ أحد مثله، وثناه أمير المؤمنين مرة ثانية فاستلحق بالعسكر ما لم يكن أخرب اليوم الأول وجعل بلادهم عبرة للمعتبرين، وعاد إلى صنعاء سالما غانما وافر فالحمد لله رب العالمين.

وقد كان بعض الباطنية بذمرمر وغيره يموهون على الناس ويوهمون على أن أمر أمير المؤمنين ينقضي في تلك الأيام فارتفعت لذلك رؤوسهم ومنتهم نفوسهم إلى ما لم ينالو: {ورد الله الذين كفروا بغيظهم}(1).

ولما رأى صاحب براش أنه لا طاقة له بمكيدة أمير المؤمنين بما مضى من المكائد صور بعضهم لبعض أن صلح الإمام أصلح لهم ليستخلص صاحب براش من الخصام وينزل اليمن يصلح ما بينه وبين بني عمه ويستخرج أخاه من الاعتقال ويطلعوا باليد الواحدة، وزعموا أن هذه أعظم المكائد، فأبرموا أمرهم واجتمعت كلمتهم على ذلك [62ب-أ] سرا وكاتبوا الورد بن محمد بن ناجي وهو من كبار العرب وأهل الجاه العظيم عند الغز وغيرهم وكان مظهرا أنه من أمير المؤمنين وهو من القوم في الباطن، فلما وصل إلى صنعاء لقيه أمير المؤمنين بالإنصاف والإتحاف وأكرمه أحسن كرامة وقدم له من الخيل فرسين وأعطاه عطية سنية وخلع عليه من نفائس الملابس من الخلع ومطارف الحرير والعمائم المذهبة ما ظهرت شهرته عظم في أعين الناظرين موقعه.

مخ ۲۰۰