رجع الحديث
فسار أمير المؤمنين بالعسكر المنصور باقي ليلتهم حتى كاد أن يطلع الفجر وهم في موضع يسمى رزم قارن مستعليا لقرية قارن ودروبها في مقدار نصف ميل، فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بالقيام وصادف طلوع الفجر فتيمم أمير المؤمنين ومن معه من المسلمين لعدم الماء في تلك الحال وتقدم عليه السلام فصلى بهم صلاة الفجر.
أخبرني أمير المؤمنين أنه افتتح بقراءة الفاتحة ثم قرأ سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}، قال: ولم يكن خطر ببالي قراءتها حتى جرت على لساني فعلمت أن الله تعالى سيفتح علينا بنصر قريب، فلما فرغ من الصلاة تحدث مع المسلمين ووعظهم وحثهم على جهاد القوم فإنهم قد صاروا كفار إما بالاعتقاد وإما بالموالاة؛ لكونهم بين قرمطي ملحد، وجبري مفسد، وموالي لأعداء الله تعالى وللمسلمين يروم إطفاء نور الله واهتضام أوليائه واستئصال شأفتهم.
مخ ۱۶۷