(فصل)
هذه جملة أردنا ذكرها هنا هكذا وإن اختلف التاريخ، ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام استتب له الأمر وانتظم ودعاه أهل البلاد لكشف الضر عن العباد، ورفع الجور من أرباب الفساد، وكان ممن جار وتجبر وعتى وتكبر وأعلن بشرب الخمور ونكح الذكور وأمر الناس بالبدع التي لم يسمع بمثلها وذكرها من جمع البغايا والمتأنثين في موضع واحد، وضرب المعازف، وإرسال قوم من المتهتكين عليهم ينزوا بعضهم على بعض هو عمارة بن علي بن أحمد الأصبهاني، ولقد أخبرني رجل من كبار بني شاور يسمى مهنا بن ذعفان كبير السن أنه رأى عمارة هذا يقبل غلاما من شيوخ البلاد من بني شاور ولا يقدر أن يدفعه على أعيان الناس، ولقد أخبرني منه بعض الناس أنه يدخل على الحرم المتحفرات إلى بيوتهن ظاهرا تجبرا واقتدارا، ولقد أخبرني رجل ثقة أنه يجمع في مجلسه بين قراءة القرآن وضرب المزامير، وأخبرني في آخر أنه رآه في العارضة -اسم موضع- يقعد على سرير مرتفع الدعائم ثم يجري تحته النهر، ثم يدخل إليه البغي، ثم يدخل كبار الناس، ثم يأمرهن أن يقبلن الناس فلا يقدر أحد أن ينكره عليه ولا يمتنع وغير ذلك من الفضائح التي لم يسمع بمثلها إلا أن يكون في زمن ابن فضل القرمطي لعنه الله.
ولما اشتد على أهل البلاد ما رأوه منه طلبوا النصرة من الإمام فأجابهم إلى ذلك وكان عمارة هذا في المخلاف ونواحيها لاعتين ومن دونه بلاد الأجبار وغيرها من مسور وحمير.
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: ونحن نذكر الغزوات أولا والسرايا والحوادث كما وعدنا كل سنة نذكر حوادثها على الإجمال إن شاء الله تعالى، ولنعد بعد ذكر هذه المقامات والجمل المفردات التي تنبني عليها قواعد السيرة النبوية وتتفرع عليها عيون المناقب الإمامية المهدية.
مخ ۱۲۰