سراج منير
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
ژانرونه
• (أن الساعة) أي القيامة (لا تقوم حتى تكون عشر آيات) أي توجد عشر علامات كبار ولها علامات دونها في الكبر (الدخان) بالرفع والتخفيف بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف قال المناوي زاد في رواية يملأ ما بين المشرق والمغرب انتهى وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى يوم تأتي السماء بدخان مبين بعد كلام قدمه أو يوم ظهور الدخان المعدود في أشراط الساعة لما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال أول الآيات الدخان ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قيل وما الدخان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه هيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخره وأذنيه ودبره (والدجال) من الدجل وهو السحر (والدابة) أي خروج الدابة من الأرض تكلم الناس ومعها خاتم سليمان وعصى موسى صلوات الله عليهما فتجلو وجه المؤمن بالهام من الله تعالى فيصير بين عينيه نكتة بيضاء يبيض منها وجهه وتخطم أي تسم وجه الكافر بالخاتم فيسود وجهه (وطلوع الشمس من مغربها) قال المناوي بحيث يصير المشرق مغربا وعكسه (وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب) هي مكة والمدينة واليمامة واليمن سميت به لأنها يحيط بها بحر الهند وبحر القلزم ودجلة والفرات (ونزول عيسى وفتح يأجوج ومأجوج) أي سدهما وهم صنف من الناس (ونار تخرج من قعر عدن) بالتحريك أي من أساسها وأسفلها وهي مدينة باليمن (تسوق الناس إلى المحشر) أي محل الحشر للحساب وهو أرض الشام (تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا) إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر وهذا الحشر يكون قبل قيام الساعة # يحشر الناس أحياء إلى الشام لقوله في حديث تقيل معهم وتبيت وتصبح وتمسي فإن هذه الأوصاف مختصة بالدنيا وبعضهم حمله على الحشر من القبرو ورد بما تقدم وهذا لحشر آخر أشراط الساعة كما في مسلم قال العلقمي وسببه كما في مسلم والترمذي واللفظ للأول عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع علينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال الساعة فذكره قال شيخنا ذكر القرطبي في التذكرة عن بعض العلماء أنه رتبها فقال أول الآيات الخسوفات ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمنه ثم الريح التي تقبض أرواح المؤمنين فتقبض روح عيسى ومن معه وحينئذ تهدم الكعبة ويرفع القرآن ويستولي الكفر على الخلق فعند ذلك تخرج الشمس من مغربها ثم تخرج حينئذ الدابة ثم يأتي الدخان وذكر بعضهم أن خروج الدابة قبل طلوع الشمس من مغربها ونوزع فيه قال شيخ شيوخنا الذي يترجح من مجموع الأخبار أن أول الآيات العظام الموزنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وخروج يأجوج ومأجوج في حياته وكل ذلك سابق على طلوع الشمس من مغربها ثم أول الآيات المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها ولعل خروج الدابة في ذلك الوقت أو قريب منه وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس وأما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق إلى المغرب وبذلك يحصل الجمع بين الأخبار انتهى قلت ولعله يريد الأشراط التي يعقبها قيام الساعة ولا يتأخر القيام عنها إلا بقدر ما بقي من الأشراط من غير مهلة بينهما ولهذا قال في حديث أما أول أشراط الساعة المراد بالأشراط العلامات التي يعقبها قيام الساعة وقال ابن حجر في حديث أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشر العظيم والتهبت كما تلتهب النار وكان ابتداؤها من قبل المشرق حتى خرب معظمه وانحشر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر وهما من جهة المغرب والنار التي في الحديث الآخر أي الذي فيه أنها آخر الأشراط على حقيقتها انتهى قلت وقد نظم شيخنا الشيخ شرف الدين عيسى الإخناوي الشافعي الآيات مع زيادة مخالفة لصاحب التذكرة فقال:
أول أشراط خروج الترك
• وبعد هذا هدة بفتك
والهدة الصيحة بانتشار
• تفزع الخلق من الأقطار
والهاشمي بعده السفياني
• يليهما المهدي بالأمان
وبعدهم فيخرج القحطاني
• والأعور الدجال بالبهتان
وبعده فينزل المسيح
• وهو لنا بقتله يريح
ثم طلوع الشمس من مغربها
• سائرة طالبة مشرقها # ثم خروج الدابة الغريبه
مخ ۳۴