سيره ابن اسحاق
سيرة ابن اسحاق
پوهندوی
سهيل زكار
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
د خپرونکي ځای
بيروت
حديث تبع الحميري
حدثنا أحمد بن عبد الجبار: نا يونس بن بكير عن ابن إسحق قال:
ثم إن تبعا أقبل من مسيره الذي كان سار يجول الأرض فيه، حتى نزل على المدينة، فنزل بوادي قباء، فحفر فيها بئرًا، فهي اليوم تدعى بئر الملك، وبالمدينة إذ ذاك يهود، والأوس والخزرج، فنصبوا له فقاتلوه، فجعلوا يقاتلونه بالنهار، فإذا أمسى أرسلوا إليه بالضيافة وإلى أصحابه، فلما فعلوا ذلك به ليالي استحيى، فأرسل إليهم يريد صلحهم، فخرج إليه رجل من الأوس يقال له: أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلده بن عوف «١» بن عمرو بن بن عوف بن مالك بن الأوس، وخرج إليه من يهود بنيامن القرظي، فقال له أحيحة: أيها الملك نحن قومك، وقال بنيامن: أيها الملك هذه بلدة لا تقدر أن تدخلها لو جهدت بجميع جهدك، فقال: ولم؟ قال: لأنها منزل نبي من الأنبياء، يبعثه الله ﷿ من قريش، وجاء تبعًا مخبر خبره عن اليمن أنه بعث [الله] عليها نارًا تحرق كل ما مرت به، فخرج سريعًا، وخرج معه بنفر من يهود فيهم بنيامن وغيره، وهو يقول:
إني نذرت يمينًا غير ذي خلف ... ألا أجوز وبالحجاز مخلد
حتى أتاني من قريظة عالم ... حبر لعمرك في اليهود مسود «٢»
_________
(١) جاء في حاشية الأصل: كذا قال، انما هو: ابن كلفة بن عوف.
(٢) انظر التيجان في ملوك حمير المنسوب لوهب بن منبه ص ١١٢ مع بعض الخلاف، ويشكل خبر تبع هذا قسما من أخبار الرواة عن اليمن قبل الاسلام، فيها تأثير قصة ذي القرنين القرآنية كما فيها رواسب تاريخية لحملات بعض ملوك حمير النصارى، قبل ذي نواس، على يثرب ومناطق سكنى اليهود في شمال شبه الجزيرة.
1 / 52