سيره ابن اسحاق

ابن اسحاق d. 151 AH
170

سيره ابن اسحاق

سيرة ابن اسحاق

پوهندوی

سهيل زكار

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م

د خپرونکي ځای

بيروت

الشيطان بتيك «١» الآيتين كل مشرك وذلت بها ألسنتهم، وكبر ذلك على رسول الله ﷺ حتى أتاه جبريل ﵇، فشكا إليه هاتين الآيتين وما لقي من الناس فيهما، فتبرأ جبريل ﵇ منهما وقال: لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ﷿، وقلت ما لم يقل لك، فحزن رسول الله ﷺ حزنًا شديدًا، وخاف، فأنزل الله ﷿ تعزية له: «٢» «وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ» إلى قوله «عَلِيمٌ حَكِيمٌ» «٣» . نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: فلما بلغ من بالحبشة من المسلمين سجود أهل مكة مع رسول الله ﷺ أقبلوا، أو من شاء الله ﷿ منهم، وهم يرون أنهم قد تابعوا رسول الله ﷺ [٧٧] فلما دنوا من مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا إلى أرض الحبشة، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا على ذلك حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار من الوليد بن المغيرة، وأبو سلمة بن عبد الأسد بجوار من أبي طالب، وكان خاله، وأم أبي سلمة برة بنت عبد المطلب. فأما عثمان بن مظعون فكان من خبره أن يونس بن بكير: نا عن محمد بن إسحق قال: فحدثني صالح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عمن حدثه قال: لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله ﷺ وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة قال عثمان: والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقون من البلاء والأذى في الله ﷿ ما لا يصيبني لنقص كثير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة وهو

(١) في ع: تلك. (٢) سقطت «تعزية له» من ع. (٣) سورة الحج: ٥٢.

1 / 178