وأنا جاعل كلامى فيهما كلاما واحدا مشتركا. فأقول: إن الدماغ إذا كان معتدلا فى الكيفيات الأربع، فإن جميع الأشياء التى ذكرنا تكون فيه على اعتدال. والفضول أيضا التى يقذفها إلى اللهوات، والأذنين، والمنخرين تكون على اعتدال. ويكاد ألا يناله الضرر من جميع ما يلقى الرأس من خارج مما يسخنه، ويبرده، ويجففه، ويرطبه. ومن كانت هذه حاله، فإن الشعر الذى ينبت على رأسه ما دام طفلا يميل إلى الشقرة التى تضرب إلى الصفرة. فإذا صار غلاما، فإن الشعر يميل إلى الشقرة التى تضرب إلى الحمرة. فإذا صار إلى حال التمام، فإن شعره يصير أشقر إلى الحمرة. وهو مع ذلك متوسط فيما بين الشعر الذى هو جعد بالحقيقة وبين الشعر السبط. وليس يكاد من هذه حاله أن يصيبه الصلع.
وينبغى أن تفهم جميع ما وصفنا، ونصفه من العلامات على أن كلامنا إنما هو فيمن كان وطنه بلدا معتدلا.
مخ ۴۲