فأما صلاح الأفعال التى يكون بها التدبير، وفسادها، فإنها أعلام للأصل وحده. فحضور الذهن، والذكاء يدلان على أن جوهر الدماغ جوهر لطيف. وإبطاء الذهن يدل على أن جوهر الدماغ جوهر غليظ، وسرعة التعلم تدل على أن جوهره جوهر سريع القبول لانطباع الأشياء فيه، وجودة الحفظ تدل على أن جوهره جوهر له ثبات.
وكذلك أيضا فإن إبطاء التعليم يدل على أن جوهره عسر القبول لتصور الأشياء فيه. والنسيان يدل على أن جوهره جوهر سيال، ليس له ثبات. وكثرة النزوات، والتنقل فى الأهواء تدل على أن جوهر الدماغ جوهر حار. وثبات الرأى يدل على أن جوهر الدماغ جوهر بارد.
وقد بقى فيما أرى جنسان من أجناس العلامات التى تضمنت فى مبدأ قولى ذكرهما: أحدهما: جنس الأفعال الطبيعية، والآخر: جنس ما يلقى الرأس من خارج.
مخ ۴۱