فأما الأبدان التى قد ضعفت أفعالها، فإنها إن كان ذلك الضعف قد بعد بعدا كثيرا جدا من الاعتدال فتمييزها سهل. وإن كان قد بعد بعدا يسيرا، فأمرها مشكوك فيه. ولذلك صارت الحال التى لا تنسب إلى واحد من الضدين، وهى إحدى ثلث أحوال: الأبدان التى لا تنسب لا إلى صحة، ولا مرض إنما تكون فى هذا الجنس من الضرر.
وجميع هذه الأشياء إنما تميز بالحس، لا بنفس طبيعة الأمور، لأنه إن جعل تمييزها على هذا النحو، فلن يؤمن على السالك هذا الطريق أن يقع فى رأى من رأى أن الأبدان كلها فى مرض دائم.
والعلامات أيضا التى تدل على الأبدان التى هى الآن صحيحة، إلا أنها مسقامة سقما خفيا، أو مصححة، أو ليست بصحيحة، ولا سقيمة، إنما الفرق بينهما فى مقدار البعد عن الطرفين.
مخ ۳۰