اصطبار الفتى لدهر عبوس ... إن صحبنا الملوك تاهوا علينا
أو خدمناهم لقبض وبسط
أو لزمنا السلاح نبغي به العز
أو صحبنا التجار عدنا إلى اللوم
فلزمنا البيوت نتخذ الحبر
ونناجي العلوم في كل فن
[وقنعنا رضى بما رزق الله
[وغنينا بما عكفنا عليه
عزة النفس والسلامة في الدين
ولبعضهم: إذا أطاعك لسانك وأهمك شأنك أحبك إخوانك وهابك أقرانك، وكثرت أفراحك، وقلت أحزانك.
(نكته شافية)
في فضل الهادي بن إبراهيم(2)، وفضل أبيه إبراهيم، وفضل جده علي بن المرتضى(3)- أعاد الله من بركاتهم-.
أما الهادي فكتابه الذي مر (من)(4) عنوان فضله، وعلمه، وورعه، وزهده.
أما علمه فهو رجل جامع للعلوم، له موضوعات في كل فن، أكمل أهل زمانه، محلق عليه فيها، يؤهل للإمامة، ويتوخى لتحمل أمر الخاصة والعامة، مع الخوف العظيم للعدل الحكيم، والورع الشافي، والعفة عن المراتع الوبية، ومكارم الأخلاق التي شرف بها وفاق، ما رئي معبسا قط، بساما في وجوه المسلمين، مشمرا في حوائجهم وحوائج المساكين، يضرب بلطف شمائله المثل، ويقتدى به في كل قول صالح وعمل، إمام لأهل العبادة، مؤنس لأهل الطريقة يعتقد (رحمه الله تعالى)(5) أن ترك الدنيا وزينتها أبلغ الأعمال الصالحة، قد زينه الله بالتقوى والزهادة، وكمله بفصاحة اللسان، التي لا توجد الآن في إنسان من النظم، والنثر، والتصانيف الرائقة، والحكم الفائقة.
مخ ۳۲۲