ونجم عقيب لقائه لربه قرن الشقاق، وارتفعت بعده رايات أهل الكفر والنفاق، فاسترجع الباطنية أقماهم الله تعالى قلاعهم وقراهم، وأظهروا دينهم، وطلعت جرائد سلطان اليمن (لحصار) (1) مدينة ذمار، والباطنية وأحزابهم، حاصروا صنعاء اليمن، والحمزات أجلبوا على صعدة الهادي (ع)، فاجتمع إلى صنعاء علماء صعدة، وظفار، وحوث، وبعض علماء صنعاء، ونظروا في الاستقامة لدينهم، ودفع الكفر الملاحدة وشياطينهم، فلم يجدوا (لهذه) (2) الملمة، ولاسراجا في هذه الأزمة أحرى وأولى من ولده ( ع) لما رأوا فيه من الهمة العالية، والتقوى الخالصة، والنشو الطاهر، فعولوا عليه تعويلا كثيرا وعكفوا عليه طويلا، وقال: أنا قاصر عن هذه المرتبة لكني أكون لمن رضيتموه معينا، قال القاضي الإمام عبد الله بن حسن الدواري: الكلمة (في) (3) وقتنا قليل، ونرجو من الله أن تكون كاملا كأبيك الناصر وجدك المهدي (ع) فقام داعيا إلى الله تعالى وإلى دين آبائه الأكرمين، وشهدوا له بالإمامة، وأنه أولى من تحمل الزعامة [غرة شهر محرم سنة أربع وتسعين وسبعمائة] (4)، وكنوه المنصور بالله على بن (محمد) (5) بن علي رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، فصدق الله ظنهم وفراستهم فيه حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله))(6) ، فقام بالأمر ضليعا، رفع المحاط التى على صنعاء اليمن وكتب سلطان اليمن، ورد جرايده خائبة خاسئة تحت السيف، وخابت ظنون الحمزات من صعدة ورجعوا عنها خائبين (و) (1) مقتولين مرذولين، وشن الغارات على بلاد الباطنية ليقميهم، وظهر بحمد الله عدله على العباد، وحسن سيرته في البلاد، وانتشر فضله، وامتد ظله، وأحدق عليه العلماء ، ودعا له المساكين وأهل الطرق والضعفاء، واعترف (به)(2) من حاربه من بني عمه وأشياعهم وسائر القبائل والحمزات بفضله، وهطعوا(3) إلى ظل عدله، وفاؤوا إلى غوارف عطائه الجسيم وإحسانه العميم، ورسخت يده المباركة على مدينة صعدة الهادي (ع)، وظفار المنصور، وصنعاء اليمن، ومدينة ذمار، وهو الآن في شن الغارات على بلاد الباطنية حولي صنعاء، وبلاد مدحج، وناحية حراز، ويام صعدة أقماهم الله، ومكنه مثل ما مكن أباه الناصر (ع) منهم ومن قلاعهم الحصينة، وعلى سلطان اليمن وصاحب جبل بعدان، وجبل الشوافي محاصران لمدينة جبلة اليمن الآن، والله المستعان، وهما من أنصاره (ع).
مخ ۱۸۴