وكان إبراهيم الكينعي(رضي الله عنه ) (1) يحب أهل البيت محبة ظاهرة لا يتقدمهم في قول ولا عمل، ويقول: يهنيكم يا آل محمد الشرف العلي في الدنيا والآخرة، وشاهدته يوما يقبل نعل شريف جاء إليه ويضع يده على صدره متبركا، وأروي عنه: خبرا يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لايزول (2) قدم عبد على الصراط حتى يسأله الله عن أربع: شبابه فيم أبلاه، وعمره فيم أفناه، وماله من أين أكتسبه وفيم وضعه، وعن حبنا أهل البيت))(3) وكان رحمه الله تعالى(4) يستبرئ ممن عرف من أهل البيت، ويقول: لسنا نقوم لكم بحق يا آل محمد فأحلوا علينا، مع أنه كان الحفي بآل محمد، ما علمت أنه(إذا) (5) دخل عليه شريف إلا يقف بين يديه وقفة العبد الذليل المطرق جزاه الله عن آل محمد خيرا إلا أنه رحمه الله تعالى(6) يوالي في الله ويعادي في الله، يكره الظالم والعاصي ولو كان شريفا، وقال لي يوما: إتق الله فإن ثوابكم مضاعف وعقابكم مضاعف، وتلى الآية:{يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين}[الأحزاب:30] وكان يزوره الأمراء من الأشراف فلا يأذن لهم في الدخول، ولا يواجههم، وإذا فاجئوه فر منهم فرار النعاج من(7) السميدان، وكان ينهى إخوانه عن الصلاة البتراء، وكان -رضي الله عنه (وأرضاه) (1) يصلي صلاة كثيرة ويهدي ثوابها إلى روح رسول الله (ص)، وكذا من الختم الكثيرة، وكذا لجبريل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل وحملة العرش (العظيم) (2)، وكذا يصلي ويهدي ثوابها إلى الأئمة السابقين من علي عليه السلام(3) إلى يومنا هذا في الأغلب في كل يوم وليلة من الصلاة وختم القرآن الكريم، ويقول رحمه الله تعالى(4): أفعل ذلك لعل الله تعالى يقبله مني ببركاتهم وأسرارهم، وكان يقول لبعض (إخوانه: كن ادع لي) (5) ولإخوانك فإن الملائكة عليهم السلام يقولون: ولك مثله، (ولك مثله) (6) وكان يجعل جزاء من أعماله كلها لبعض إخوانه، ويتقرب بذلك إلى الله، ومذهبه رحمه الله تعالى: أن هدايا الأعمال تبلغ الأحياء والأموات، ويروي في ذلك: أخبارا كثيرة، منها: ((إذا كان يوم القيامة رأى المؤمن من التحف والطرف والكرامة ما يحير فكره، فيقول: أنى لي هذا ؟ فيجاب: هذا بدعاء أخيك لك))(7)، وكان رحمه الله تعالى يقول (8): وأين منكم مثل الأخ الصالح، أهلك يقتسمون ترا ثك وهو يدعولك، وأنت تحت أطباق الثرى، وكلامه في ذلك كثير، وعلمه فيه جم غفير، لكن الاختصار معتمدي.
مخ ۱۵۲