116

السجلات المستنصریه

السجلات المستنصرية

ژانرونه

============================================================

كؤوس المدام ، وامتلأت بهم الأرض حتى كأن الدماء أنبتت فيها الآجسام ، 4 فاشتملت عدة القتلى على عشرة آلاف (1) سوى المأسورين ، وولى فل المخاذيل و فيهم نزار وافتكين، قد اضطرا بعدالتناصر إلىالتخاذل، وتقاطعافيالفرارواهرب بعد التواصل، والمتايامن كل مجانب ترصدهم وتدلف إليهم ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم؛ وكان يوما أحسن الله فيه للدولة البلاء، وأسبغ على الأمة النعماء، وشهدبه للسيد الأجل الأفضل فضائل تفوت شأو التعديد والاحصاء ، وتبقى خالدة على الدهر ما خلدت نجوم السماء ؛ فلله هو من ماجد عبق ينشر مناقبه الزمان ، حو-يتألق بنور مواقفه الايمان ، سد ثغر الملك بعد ما انفرج بيد الحدثان ، وساس أمر الخلق فوطا الله لهم به مهاد العدل والاحسان ؛ ولما انتهى فل المخاذيل إلى الاسكندرية ل توجه السيد الأجل إليها منازلا ، وحاصرها مطاولا، وأحاط بها برا وبحرا ، ونظم العساكرفيجيدها سهلا ووعرا ، وخيفة الله تصده(ب) عن قصد اجتياحها، وتكفهات) عن التصميم على أخذها قهرا وافتتاحها ، وهو يعمل سنة الاعذار ، ويحذر المنافقين عاقبة الإصرار ، ويعدد(ت) ما يحتاح إليه من آلات القتال وعدد الحصار ، واتفق

حضور شهر رمضان فتوفر على الأسباب المزلفة إلى الله تعالى فيه ، وكف عن دماء الماق مع أنهم أضداد الدين وأعاديه ، فلما ترحل الشهر وهم على غلوائهم ، وأذن الله

في حلول (171) بوارهم وقتامهم ، فغادها وراوحها بالقتال ، ورماها من منجتيقات ما يهد رواسى الجبال ، وألح عليها ببأسه الشديد ، وعزمه السديد ، ولم تزل السهام

ساقط إليهم تساقط الثمر من الاشجار ، والحجارة تتناثر عليهم تنائر الطيور من الأوكار ، حتى عادت أركانها أرضا ، فانثنوا حينئذ علىالجناب مستأمنين ، وتراموا الى الخيام مسلمين ، وهو يغمرهم بالطول السابغ والفضل المبين ، وثار الأولياء (1) في الأصل . الف.

(به) في الأصل. قصده.

(ت) في الأصل . بكفه .

(ث) في الأصل . يستعد .

115

مخ ۱۱۵