إيدوما وبلاد اليهود العتيقة فهم يشاكون الحمل والمريخ خاصة، ولذلك صار هؤلاء متهورين لا يعرفون الله ﷿ حق معرفته.
قال أبو محمد: مصداق ذلك مسألة بني إسرائيل موسى ﵇ أن يريهم الله جهرة، وأن يجعل لهم إلاهًا يعبدونه لما رأوا أصحاب الأوثان في كثير من هذا قال بطليموس: وهم غاشون ذو خفة وطيش مع نجدة فيهم وهم أهل يسار وغنى، وأما من كان في بلاد فونيقى يريد اليمن وبلاد تدمر وأصحاب البراري يريد مهرة فهم يشاكلون الأسد والشمس، ولذلك صاروا سليمي الصدور رحماء القلوب، محبين لعلم النجوم، يعظمون الشمس خاصة من بين جميع النجوم ويسجدون لها وأما الذين في أرض نجد والحجاز وتهائمها فيشكلون القوس والمشتري، فأهلها لذلك حسنة أخلاقهم، جميلة هيئتهم سهل عيشهم يريد أنهم يجتزون بالدّر من أنعامهم ولهم نفاذ في التجارة والأخذ والأعطاء وملاءمة للمذاهب الجميلة والمعالي والرياسات وبلدهم خصب كثير الأفاويه وإنما سماها بطليموس أرض الأعراب لأجل أن أكثر العرب بادية، وسماها خصبة لأنها أكثر البلاد كلا دون المزارع، ولذلك اعتمد أهلها على المال السارح وحموه بالخيل إذ لا يحصون لهم، ويريد أنها كثيرة الأفاويه بزهور الرمال مثل الأقحوان والخزامى وغير ذلك، واليمن يجمع الورد وكثيرًا من الأفاويه، ولا يعدم بها أكثر الحشائش التي ذكرها ديوسقوريدس في كتابه المعروف بكتاب الحشائش مع نفيس الجواهر والمعدوم من العرض إلا بساحلها فيما يقارب وزن المثقال، ويزيد عليه وبها مرامي العنبر على سيوفها ولمهرة وبني مجيد على سيفي بحر اليمن شرقًا وغربًا الجمال العنبرة، وذلك أن مسائمها على الساحل، وإذا اشتم الجمل العنبرية برك فلم يثر حتى يفقده صاحبه فيطلبه فيجده بالقرب منها فيلقطها، فإن أبطأ عليه لم يبرح حتى تفتر قواه من الجوى، وربما نفق فذلك خيفة عليها.
1 / 37