د علم او غربت شهیدانو یادونه

فرج سليمان فؤاد d. 1369 AH
174

د علم او غربت شهیدانو یادونه

ذكرى شهداء العلم والغربة

ژانرونه

ما هذا الاجتماع اليوم إلا مأساة تندب فيها نساء النيل شبابا قضى في سبيل العلم، قضى في سبيل أشرف غاية وأجمل مقصد، قضى في سبيل نصرة الأوطان بعيدا عن الأهل والديار. ففي ذمة الله أرواح فارقت ربها إلى النعيم وخلفت بعدها في النفوس آلاما تستقر نارها ولا تنطفئ أبدا وفي القلوب جروحا لا تندمل ، خلفت نفوسا كانت قد علقت آمالها على هذا الشباب الناضر في نصرة الأوطان وعز البلاد:

هيهات أن يأتي الزمان بمثلهم

إن الزمان بمثلهم لبخيل

في ذمة الله أرواح خلصت من هذه الحياة وهي في ميدان الجهاد، فأقبلت على العالم الباقي تقية طاهرة تسمع وهي مقبلة أصوات المنادين:

يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي .

ثم قامت بعدها حضرة الآنسة الفاضلة ثريا علي العموري، فألقت مرثاة مؤثرة نقتطف منها ما يأتي:

أيتها السيدات

لقد فجعنا فاجعة كبرى بموت هؤلاء الشبان الذين اغتربوا عن وطنهم في سبيل العلم لكي يعيدوا بعد ذلك مجده القديم وعزه التالد، ولكن الموت لم يمهلهم بل كان لهم بالمرصاد فاختطفهم من بين تلك الحياة التي تمنتها لهم بلادهم وماتوا موتة سجلت لهم ذكرا عاليا وفخرا باقيا.

فيا عيون أمطري دما، ويا قلوب تفطري حزنا وأسى على هؤلاء الشهداء الذين لم تمهلهم أيدي القضاء بل أنشبت فيهم أظفارها قبل أن يبلغوا مأربا أو ينالوا مطلبا.

فذهبوا وفي القلوب من أجلهم حسرات مترددة وزفرات متصعدة، وفي مثل هذا الخطب قد عظم الأمر.

ناپیژندل شوی مخ