د علم او غربت شهیدانو یادونه
ذكرى شهداء العلم والغربة
ژانرونه
كان من بين أولئك أيتها السيدات من قضت السلطة بحرمانهم من التعلم في معاهدهم دون جرم لهم في ذلك سوى أنها رأت منهم هياما بحب ذلك الوطن وتفانيا في حب العلم الذي يستعيدون به مجد آبائهم المؤثل، ولكن ترى ماذا كانت نتيجة الحرمان؟ لم يثن ذلك من عزمهم شيئا، بل زادهم تعلقا بأذيال العلا فغادروا بلادهم إلى غيرها، ولكن أبى القدر إلا أن يفجع مصر فيهم وهم من أعز أبنائها، ففي ذمة الله ذلك الشباب الغض، وألف سلام على تلك الأرواح العالية، وأنت يا مصر فخففي عنك قليلا لأنك وإن كنت ثكلتيهم فقد عدوا من صفوة أبنائك، فهم لم يستشهدوا حتى سجلوا لك ولهم مفخرة عظمى وأنزلوا علينا آية نتعلم منها الشهامة والعزم والإقدام ورخص النفوس أمام خدمتك.
وأنتم يا آل العلم، فاستمطروا الرحمات على أولئك الشهداء. وأنت يا ماء النيل، فانزل بردا وسلاما على ثراهم. وأنت يا خير الراحمين، أغدق عليهم رحماتك ورضوانك، وهب مصر الثكلى عزاء وصبرا واجعل لها خير العوض في أبنائها العاملين!
ثم وقفت الآنسة بسيمة محمد خريجة المدرسة السنية، فألقت كلمتها هذه:
سيداتي
تلك المصيبة أنست ما تقدمها
وما لها مع طول الدهر نسيان
المصاب عميم، والخطب جلل، مصاب تتصدع له المسامع، وترتج منه الأضالع، مصاب أذاب الدموع الجامدة، وألهب الهموم الخامدة، مصاب زلزل الأرض وأقرح الأكباد.
إيه يا مصر! ما للقضاء في أمرك يتحكم، ومن شبابه يتهكم؟! لا يخشى الدهر زفراتنا الحارة وأنيننا المحزن فيكف عن التمثيل بنا: هذا صريع ظلم وعدوان، وذلك صريع وطنية وأمان، أو ضحية أمنية وآمال.
أي مصر، لقد أصبحت بعد الترف والمدنية والرفعة مسرحا للنوازل والكارثات، آجال المصلحين فيك قصيرة، وأرواح العاملين لحياتك مخطوفة، ولم يبق لنا بعد هؤلاء إلا ذكراهم والتأسي لفقدانهم، وتلك والله أكبر بلية أودت براحة أمة تعمل لغاية هي من أجل الغايات وأخطرها، فصبرا صبرا على هذا الرزء!
سيداتي
ناپیژندل شوی مخ