102

شاعران نصراني

شعراء النصرانية

خپرندوی

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

د چاپ کال

1890 م

وقال: يا بني حية إن هؤلاء القوم قد أرادوا أن يفضحوا ابن عمكم في مجدة. فقال رجل من بني حية: عندي مائة ناقة سوداء ومائة ناقة حمراء أدماء. وقام آخر فقال: عندي عشرة حصن على كل حصان منها فارس مدجج لا يرى منه إلا عيناه. وقال حسان بن جبلة الخير: قد علمتم أن أبي قد مات وترك كلأ كثيرا فعلي كل خمر أو لحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحيرة. ثم قام إياس فقال: علي مثل جميع ما أعطيتم كلكم. (قال) وحاتم لا يعلم بشيء مما فعلوا. وذهب حاتم إلى مالك بن جبار ابن عم له بالحيرة كان كثير المال فقال: يا ابن عم أعني على مخابلتي ثم أنشد (من البسيط) :

يا مال إحدى صروف الدهر قد طرقت ... يا مال ما أنتم عنها بنزاح

يا مال جاءت حياض الموت واردة ... من بين غمر فخضناه وضحضاح

فقال له مالك: ما كنت لأحرب نفسي ولا عيالي وأعطيك مالي. فانصرف عنه وقال مالك في ذلك قوله:

أنا بني عمكم ما أن نباعكم ... ولا نجاوركم إلا على ناح

وقد بلوتك إذ نلت الثراء فلم ... الفك بالمال إلا غير مرتاح

ثم أتى حاتم ابن عم له يقال له وهم بن عمرو. وكان حاتم يومئذ مصارما له لا يكلمه. فقالت له امرأته: أي وهم هذا والله أبو سفانة حاتم قد طلع. فقال: مالنا ولحاتم أثبتي النظر. فقالت: ها هو. قال: ويحك هو لا يكلمني فما جاء به إلي. فنزل حتى سلم عليه. فرد سلامه وحياه ثم قال له: ما جاء بك يا حاتم. قال: خاطرت على حسبك وحسبي. قال: في الرحب والسعة هذا مالي. (قال) وعدته يومئذ تسعمائة بعير فخدها مائة مائة حتى تذهب الإبل أو تصيب ما تريد. فقالت امرأته: يا حاتم أنت تخرجنا من مالنا وتفضح صاحبنا تعني زوجها. فقال: اذهبي عنك فوالله ما كان الذي غمك ليردني عما قبلي. وقال حاتم (من الطويل) :

ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة ... فإنك أنت المرء بالخير أجدر

رأيتك أدنى الناس منا قرابة ... وغيرك منهم كنت أحبو وأنصر

مخ ۱۰۲