فبلغها أولا يبلغها ، لكن يعرض معها غاية أخرى مثل الحجر ليشج (1)، وإنما عرض (2) له ذلك لأنه بذاته يهبط (3) فاتفق (4) أن وقعت (5) هامة في ممره فأتى (6) عليها بثقله (7) فشجها.
وقد يقال للشيء إنه فاعل بالعرض ، وإن كان ذلك الشيء لم يفعل أصلا ، إلا أنه يتفق أن يكون في أكثر الأمور (8) يتبع حضوره أمر محمود أو مذموم (9)، فيعرف بذلك ، فيستحب قربه إن كان يتبعه أمر ، محمود ويتيامن (10) به أو يستحب بعده إن كان يتبعه أمر محذور ، ويتطير منه ويظن أن حضوره سبب لذلك الخير أو لذلك الشر.
وأما الفاعل القريب ، فهو الذي لا واسطة بينه وبين المفعول ، مثل الوتر لتحريك الأعضاء.
والبعيد هو الذي بينه وبين المفعول واسطة ، مثل النفس لتحريك الأعضاء.
وأما الفاعل الخاص فهو الذي إنما ينفعل عن الواحد منه وحده شيء بعينه ، مثل الدواء الذي يتناوله زيد في بدنه. والفاعل العام فهو (11) الذي يشترك في الانفعال عنه أشياء كثيرة ، مثل الهواء المغير لأشياء كثيرة ، وإن كان بلا واسطة.
وأما الجزئى فهو إما العلة الشخصية لمعلول (12) شخصى ، كهذا الطبيب لهذا العلاج ، أو العلة (13) النوعية لمعلول (14) نوعى مساو له في مرتبة (15) العموم والخصوص ، مثل الطبيب للعلاج. وأما الكلى فأن (16) تكون تلك الطبيعة غير موازية (17) لما بإزائها من المعلول ، بل (18) أعم ، مثل الطبيب لهذا العلاج أو الصانع للعلاج. وأما البسيط (19) فأن (20) يكون صدور الفعل عن قوة فاعلية واحدة ، مثل الجذب والدفع في (21) القوى البدنية. وأما المركب فأن يكون صدور الفعل عن عدة قوى ، إما متفقة النوع كعدة يحركون سفينة ، أو مختلفة النوع كالجوع الكائن عن القوة الجاذبة والحاسة (22). وأما الذي بالفعل فمثل النار بالقياس إلى ما اشتعلت فيه. وأما الذي بالقوة ، فمثل النار بالقياس إلى ما لم يشتعل فيه ويصح اشتعالها فيه.
والقوة قد تكون قريبة ، وقد تكون بعيدة ، والبعيدة كقوة الصبى على الكتابة ، والقريبة كقوة الكاتب
مخ ۵۶