ومادة وعنصرا واسطقسا بحسب اعتبارات مختلفة ، والقائم منها مقام صورة السريرية (1) يسمى صورة . فإذن (2) صورة الجسمية إما متقدمة لسائر الصور (3) التي للطبيعيات وأجناسها (4) وأنواعها ، وإما مقارنة لها لا تنفك هى عنها. (5) فيكون هذا الذي هو للجسم كالخشب للسرير ، هو أيضا لسائر ذوات تلك الصور (6) لهذه (7) المنزلة ، إذ كلها متقررة الوجود مع الجسمية فيه ، فيكون ذلك جوهرا إذا نظر إلى ذاته غير مضاف إلى شيء وجد (8) خاليا فى نفسه عن (9) هذه الصور (10) بالفعل ، ويكون من شأنه أن يقبل هذه الصورة (11) أو يقترن بها (12). أما من شأن طبيعته (13) المطلقة الكلية كأنها جنس لنوعين : للمتقدمة (14) وللمقارنة (15)، وكل واحد منهما (16) يختص بقبول بعض (17) الصور دون بعض بعد الجسمية وأما من شأن طبيعة (18) هى بعينها مشتركة للجميع ، فتكون بكليتها من شأنها أن تقبل كل هذه الصور بعضها مجتمعة تتعاقب (19)، وبعضها متعاقبة فقط ، فيكون فى طبيعتها مناسبة ما مع الصور على أنه قابل لها وتكون هذه المناسبة كأنها (20) رسم فيها وظل خيال من الصورة (21)، وتكون الصورة هى التي تكمل هذا الجوهر بالفعل.
فليوضع (22) أن للجسم بما هو هيولى (23)، ومبدأ هو صورة ، إن شئت صورة جسمية مطلقة أو شئت (24) صورة نوعية من صور الأجسام ، وإن شئت صورة عرضية ، إذا أخذت الجسم من حيث هو كالأبيض أو القوى أو الصحيح. وليوضع له أن (25) هذا الذي هو هيولى لا يتجرد (26) عن الصورة قائما بنفسه (27) البتة ، ولا يكون موجودا (28) بالفعل إلا بأن تحصل الصورة فيوجد (29) بها بالفعل ، وتكون الصورة التي تزول عنه (30)، لو لا أن زوالها إنما هو مع حصول صورة أخرى تنوب عنها وتقوم مقامها ، تفسد (31) منها الهيولى بالفعل. وهذه (32) الهيولى من جهة أنها بالقوة قابلة (33) لصورة أو لصور (34) فتسمى (35) هيولى لها ، ومن جهة أنها بالفعل حاملة لصورة فتسمى فى هذا الموضع موضوعا لها. وليس معنى الموضوع هاهنا معنى الموضوع الذي أخذناه فى المنطق جزء رسم الجوهر (36)، فإن الهيولى
مخ ۱۴