* [الفصل الثاني] (1) ب فصل * فى تعديد (2) المبادئ للطبيعيات على سبيل المصادرة والوضع
(3) ثم إن للأمور (4) الطباعية مبادئ ، وسنعدها ونضعها وضعا على ما هو الواجب فيها ، ونعطى ماهياتها. فنقول.
إن الجسم الطبيعى هو الجوهر الذي يمكن أن يفرض فيه امتداد ، وامتداد (5) آخر مقاطع له على قوائم ، وامتداد ثالث مقاطع لهما جميعا (6) على قوائم. وكونه بهذه الصفة هو الصورة التي بها صار (7) جسما. وليس الجسم جسما بأنه ذو (8) امتدادات ثلاثة مفروضة ، فإن الجسم يكون موجودا جسما وثابتا وإن غيرت (9) الامتدادات (10) الموجودة فيه بالفعل فإن الشمعة أو قطعة من الماء قد تحصل فيها أبعاد بالفعل طولا وعرضا وعمقا محدودة (11) بأطرافها ، ثم إذا استبدل شكلا بطل كل واحد من أعيان تلك الأبعاد المحدودة وحصلت أبعاد وامتدادات أخرى ، والجسم باق بجسميته لم يفسد (12) ولم يتبدل ، والصورة التي أوجبناها له وهى أنه بحيث يمكن أن تفرض فيه تلك الامتدادات ثابتة لا تبطل.
وقد أشير لك (13) إلى هذا فى غير هذا الموضع ، وعلمت أن هذه الامتدادات المعينة هى كمية أقطاره وهى تلحقه وتتبدل ، وصورته وجوهره لا تتبدل ، وهذه الكمية ربما تبعت تبدل أعراض فيه أو صور ، كالماء يسخن فيزداد حجما. لكن هذا الجسم الطبيعى من حيث هو جسم طبيعى له مبادئ ومن حيث هو كائن فاسد (14) بل متغير بالجملة له زيادة فى المبادئ. فالمبادئ (15) التي بها تحصل جسميته ، منها ما هو أجزاء من وجوده وحاصلة فى ذاته ، وهذه أولى عندهم بأن تسمى مبادئ ، وهى اثنان (16): أحدهما قائم منه مقام الخشب من السرير ، والآخر قائم منه مقام صورة السريرية وشكلها (17) من السرير. فالقائم منه مقام الخشب من السرير (18) يسمى هيولى وموضوعا
مخ ۱۳