شفا سایل

Ibn Khaldun d. 808 AH
45

الكلام في المجاهدات وأقسامها وشروطها ووحصول هذه الاستقامة بعلاج خلق النفس ومداولتها بمضادة الشهوة ومخالقة الهوى وومقابلة كل خلق يحس من نفسسه وهواه ، والميل إليه والاعتداد يه ، بارتكاب ضده الآخر ، كمصالجة البخل بالسخاء ، والكبر بالتواضع ، والشره بالكف عن المشتهى والغضب بالحلم . قال تعالى : والذين إذا أنققوا لم يشرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) [ الفرقان : 67/25) ، وقال : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا [الأعراف : 317)، وقال : { ولا تجقل يدك مغلولة إلى غنقك ولا تبسطها كل البسط ) (الإسراء: 29/17] ، وقال تعالى : { آشيداء على الكفار رحماء تينهم * (الفتح : 2748! . ثم مع الهذا العلاج لابد من الصبرعلى مرارته ، قال الشيخ أبو القاسم الجنيد : " اعلم أن الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر ، لأنها خروج عن المعهودات ، ومفسارقة الرسوم والعادات ، والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق "(1) قال(2) في معنى قوله : "شيبتني هود وأخواتها "(2) إنه لما فيها من تكليف الاستقامة في قوليه :{ فاستقم كما أمرت ) (هود : 112/11) . لكن الأفعال ولو كانت اول صدورها متكلفة وصعبة شاقة ، فياذا تكررت ارتفعت آثارها إلى النفس شيئا الفشيئا ، ولا تزال كنلك حتى تصير صفة راسخة وجبلة طبيعية ، كما يقع لمتعلم الكتابة والحديث ورد في الرسالة القشيرية : 440/2 ، ولن تحصوا : أي لن تتطيعوا القيام بها كاملة فاستقيوا اع ل قدر طاقتكم واستطاعتكم 1) ورد النص في الرسالة القثيرية : 440/2 من غير السناد لقائل ، بل ورد بلفط " قيل* .

(7) في د :" وقيل*.

2) الحديث عن اين عياس رضي الله عهما قال : " قال أبو بكر : يا رسول الله قد شبت ؟ قال : شييتي ود والواقعة وللرسلات وعم يتساعلين ، وإذا الشمس كورت* أخرجه الترمذي رقم 323 وقيال : هذا يث حسن غريب ، وصححه الحاكم . وأورده الغزالي في الإحياء : 225/4.

قال العلماء : لعل ذلك لما فيهن من التخويف القظيع ، والوعيد الشديد ، لاشتمالهن مع قصرمن على اكاية لهوال الآخرة وعجلمها وفسائعها ، وأحوال الهالكين وللمذيين مع مافي بعضمن من الآمر االاستقامة (انظر جامع الأصول : 193/2) .

ناپیژندل شوی مخ