ومما يبين ذلك أن نتخيل الصورة الخيالية كصورة الناس مثلا أصغر أو أكبر كأنا ننظر إليهما، ولا محالة أنها ترتسم وهى أكبر وترتسم وهى أصغر فى شىء لا فى مثل ذلك الشىء بعينه، لأنها إذا ارتسمت فى مثل ذلك الشىء فالتفاوت فى الصغر والكبر إما أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه الصورة وإما بالقياس إلى الآخذ وإما لنفس الصورتين، وليس يجوز أن يكون بالقياس إلى المأخوذ عنه الصورة، فكثير من الصور الخيالية غير مأخوذة عن شىء البتة، وربما كان الصغير والكبير صورة شخص واحد، ولا يجوز أن يكون بسبب الصورتين فى أنفسهما، فإنهما لما اتفقتا فى الحد والماهية واختلفتا فى الصغر والكبر فليس ذلك لنفسيهما، فإذن ذلك بالقياس إلى الشىء القابل ولأن الصورة تارة ترتسم فى جزء منه أكبر وتارة فى جزء منه أصغر،
مخ ۱۹۳