204

شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٠م

ژانرونه

تاريخ
وهذا الإسناد وإن صح ففيه نظر، لأن رواية هشيم له شهادة على ما ذكر شيخنا الحافظ العراقي عن بعض مشايخه، ونقل عنه تضعيف حديث الفضل، وأيضا، فإن للحديث الذي يرويه مسلم مزية في الصحة على ما يرويه غيره من الأحاديث الصحيحة غير ما في صحيح البخاري، فإنه أميز في الصحة مما في مسلم عند محققي أهل الحديث، وعلى تقدير ثبوت دخول الفضل ﵁ الكعبة مع النبي ﷺ، ومن ذكر معه، وثبوت حديثه في نفي صلاة النبي ﷺ في الكعبة في دخوله إليها يوم الفتح، فلا معارضة بين حديث الفضل وبلال في الصلاة المشار إليها، لأن نفي الفضل ﵁ له إنما هو باعتبار كونه لم يرها لا باعتبار كونها لم تقع، لأنا روينا في تاريخ الأزرقي، عن عبد المجيد بن أبي داود: أن الفضل ﵁ دخل مع النبي ﷺ الكعبة يوم الفتح وبعثه النبي ﷺ فجاء بذنوب من ماء زمزم ليطمس به الصور التي في الكعبة١. قال عبد المجيد: فصلى خلافه ولذلك لم يره صلى.
وروينا فيه أيضا ما يؤيد ذلك، لأن فيه من حديث الزهري أن النبي ﷺ دخل البيت يوم الفتح، وأرسل الفضل بن عباس فجاء بماء زمزم، ثم أمر بثوب فبل الماء، فأمر بطمس تلك الصور١ ... انتهى.
فتكون صلاته ﷺ كانت في الكعبة يوم الفتح حين غاب الفضل ﵁ للأمر الذي ندبه إليه، ويتفق بذلك خبره مع خبر بلال، والله أعلم.
وأما ترجيح خبر بلال ﵁ على خبر عبد الله بن عباس ﵄ في نفيه لصلاة النبي ﷺ يوم الفتح، فلأن بلالا ﵁ حضر مع النبي ﷺ حين صلى، وشاهد صلاته، وأخبر بها، وابن عباس ﵄ لم يحضر مع النبي ﷺ واعتمد في كون النبي ﷺ لم يصل في الكعبة على خبر أسامة ﵁ له بذلك كما ثبت في صحيح مسلم، ورواية من حضر القصة مقدمة على من غاب عنها، وقد أشار إلى ترجيح خبر بلال على خبر الفضل بن عباس وأخيه عبد الله ﵃ بما ذكره شيخنا الحافظ العراقي رحمة الله عليه.

١ أخبار مكة للأزرقي١/ ١٦٥.

1 / 208