شعر و فکر: د ادب او فلسفې په هکله مطالعات

عبد الغفار مکاوي d. 1434 AH
122

شعر و فکر: د ادب او فلسفې په هکله مطالعات

شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة

ژانرونه

إن الشاعرة وهي في هذا تشترك كما قلت مع غيرها من الأصوات لا تقف عند إدانة الثورة، بل تصرح بتعبها وعجزها عنها: «هل نمضي أم نتوقف، نبني أن ننظر، نعرق أم نجلس، ونحارب أم نخلد للنوم؟ زعيم الثورة يسأل: أيهما أفضل؟ مخترع الثورة يسأل: ماذا نفعل؟ والساخر يعجب ويقول: أيهما أجمل؟» والسؤال لا معنى له أصلا في حياتنا؛ إذ لا بديل لنا عن اختيار الطرف الأول في هذه الثنائية الفاسدة. وهي تتهكم من شعارات الثورة التي تطمح لتغيير الإنسان ليصبح غير ما هو عليه، بينما «الحياة» مستمرة بعد الثورة كما كانت قبلها (وهو موقف تجريدي يصدر عن حكمة متعالية على آلام أمثالنا): «مساء - أنت الأنت الأخرى، وبأكوام الكتب تغطي السجادة، وسريعا سوف تنام - مع النجباء، ومع البلهاء، والثورة لن توقف زحف الليل - فسيأتي ليل آخر بعد الثورة، وستأتي معه الأحزان، ويأتي صبح آخر شاحب، وسكون فناء خلقي، حتى بعد الثورة ستكون حياة.» فهل يرضي الشاعرة أن تتخلى الشعوب المقهورة عن ثوريتها لتنام إلى الأبد مع البلهاء؟ هل خطر على بالها أن بعض أسباب القهر والفقر قد صدرت ولا تزال تصدر من ورثة حضارتها الكريتية والأفريقية والرومانية؟ إننا لا نستطيع أن نوافقها على نقدها للثورة في مثل هذه الأبيات التي ترددها؛ لأن دوافع الثورة وأهدافها عندنا مختلفة تمام الاختلاف: «ما هي حقيقة الثورة؟ كلمة فارغة، شيء رائع مجنون، شيء يفقد الآلاف رءوسهم من أجله، ويجعل الآلاف يضعون رءوسهم في الرمال، شيء يتسرب أغلب الأحوال في الرمال، الثورة أسلوب حياة، سبب من أسباب الموت.» أجل هي كذلك، أسلوب حياة لا غنى لنا عنه، وسبب من أسباب الموت والحياة أيضا، ولن نستطيع أن ننظر إليها من قمة برج ميتافيزيقي مجرد. وإذا كان التجمد العقيدي أو الإرهاب الفكري والبوليسي قد خنق الثورية في بعض بلاد العالم، فإن هذا الخطر الذي لم تنج منه الثورات الحديثة لا يمكن أن يزهدنا في ضرورة الثورة نفسها بعيدا عن التجمد والإرهاب الذي ترفضه طباعنا ويأباه تراثنا. تقول الشاعرة على لسان أحد أعضاء «اللجنة»: «الثورة ستقوم بتوزيع الخبز بالعدل، لكن هل يمكنها في الليل، أن تشفي أوجاع الوحدة والعجز؟» والجواب من القارئ غير الغربي بسيط: وهل يمكن للشلل والتخلف والجمود أن تشفينا منها؟! إنها تظن أنها تعبر عن المواطن الصغير المجهول الذي يقف حائرا لا يدري ما يعمل لكي يكون ثائرا، هل يواصل حياته أم يدين هذه الحياة أم يموت من الضحك عليها، هل تخرج للطرقات وتضع الأسلاك الشائكة على القضبان؟ هل نبني التحصينات؟ أم نمضي في سبيل العيش كما كنا نفعل حتى الآن، أم نضحك حتى تقتلنا الضحكات؟ «ولكن الثورة - وهي تقصد بالطبع تجارب لا تلزمنا - تجيب على هذا المواطن المجهول الحائر بلا تردد: «لا، هذا هو ما تعلنه الثورة، لا شيء سواه، أما الباقي فسنعلنه فيما بعد».» ولا شك أن هذا المواطن يختلف موقفه عن مواطن آخر يواجه الاضطهاد والفقر والقهر والعدوان الصهيوني وغفلة ضمير العالم وصممه ونفاقه. ويبلغ الشك عند الشاعرة ذروته في هذه السطور الفظيعة التي تذكرنا طريقة كتابتها بما يسمى اليوم بالشعر المجسم: «ملايين الأقدام المتجمدة والأجساد المدماة وملايين ملايين العيون المصابة بالعمى والجلود المتفجرة وملايين ملايين الأطفال الجوعى والحيوانات الممزقة، ملايين المتجمدين من البرد الغارقين في الدماء المصابين بالعمى المتفجرين الجائعين الممزقين، ملايين الحيوانات الأطفال البيوت العيون والأجساد الأقدام المسحوقة التي تسحق كلها خطى الهامس.» ولا يملك القارئ العربي لهذه السطور (التي يقدر صدقها من وجهة نظرها وظروف بلادها) إلا أن يسألها: وملايين اللاجئين؟! •••

هذه على كل حال نماذج من الشعر الغربي المعاصر، ليست بأفضل نماذجه ولا هي كذلك من شاعرة عبقرية أو ذائعة الصيت، ولكنني دخلت معها في حوار؛ لأنها تردد نغمة مشتركة في نماذج غربية عديدة. وإذا استطعنا أن نتذوق بعض قصائدها ونعجب به، فإن علينا أن نحاذر من بعضها الآخر، ونتمسك إزاءه بحريتنا وقدرتنا على النقد.

ذات ليلة ... في الزمان

قصائد من كريت

خزف (1)

نثار ركام،

ونثار كلام،

إطراق حمار،

حقل الزيتون سلام،

هذا ما تعطيك اليوم

ناپیژندل شوی مخ