ولا الملفوف بيلوي سيوف
وقد تطول الجلسة ويضيق الحرف، أي القافية، فيلجئون إلى قافية جديدة.
والقرية، كما تغني وترقص في مواسم الأفراح، كذلك تفعل في المآتم والمناحات. وقد يستحيل المأتم إلى عرس صارخ حافل بالغناء المحزن إذا كان الميت شابا أو زعيما كبيرا أو أميرا، فتأتي كل قرية حاملة بيرقا ولكل قرية بيرق خاص، وتسرج الخيول، ويتبارى شعراء القرية في تعداد مآثر الميت وتمجيد أعماله، ولو كان غير مستحق، وتطلق العيارات النارية، فتخالك في فتنة صارخة أو في ساحة حرب. وكثيرا ما يثقل الدين البيت إذا ما مات منه أحد؛ لأن المبالغة في أبهة المناحة كثيرة التكاليف.
إن الغناء هو الهيكل العظمي في جسم القرية، وقلما يخلو مجتمع منه، ففي كل مناسبة يرفع القروي عقيرته مترنما. طبعا إن أغاني الفرح هي غير أغاني الترح، وكي نعرف القارئ بها سننقل نموذجا من هذا الشعر الشجي الباكي.
إن أغاني المآتم نوعان: نوع تقوم به الرجال - وهو ضرب من الحداء بلحن كئيب - ونوع تقوم به النوائح؛ أي النساء النادبات، وله إيقاع غير ندب الرجال.
فمن ندب الرجال قولهم في وجيه، عالم بالشريعة؛ أي محام:
انهزت أقطار العوالي
وانكسف قطب الشمالي •••
يا جبل عالي وراسي
يا مطفطف عالكراسي
ناپیژندل شوی مخ