130

شیطان وعظ

الشيطان يعظ

ژانرونه

فقلت بعجلة: كلا يا بني، إنهم رجال أعمال.

ثم مخاطبا جلال: أنت نفسك لو كنت صاحب عيادة لما وسعك أن تزورني مرتين متتاليتين.

فقال جلال: يسرني أن تعالج أمورك بروح واقعية! - كل شيء طيب لولا إحساسي الأليم بفقد الحرية. - خيل إلي أنه هم بالكلام ثم عدل عنه فقلت له: لا تكبت الكلام فقد دعوتك لتتحدث ولأسمع.

فتساءل وهو ينطر نحو أسرتي: ونكدر صفو أعزة؟!

فقالت أفكار: تكلم يا دكتور، نريد أن نسمع مثله وأكثر.

فابتسم وقال: الأمر لله يا عبد الحميد، ماذا قلت عن الحرية؟ - تكلمت عن إحساسي الأليم بفقدها. - لكنك لم تفقد حريتك بسبب المرض! - ؟

فقال بهدوء: لكي تفقد شيئا يجب أن تملكه أولا وأنت لم تملك حريتك قط!

فضحكت قائلا: حذار من المبالغة فإنك لا تعرف ما يعنيه أن يكون الإنسان مليونيرا . - حقا؟! - كان بوسعي أن أفعل ما أشاء، أن أتغدى في روما وأتعشى في باريس إذا أردت. - أين الإرادة الحرة في ذلك؟ وراء كل فعل منها نزوة متحكمة!

تخيلت فتور أفكار وحماس نبيلة السطحي واستفزاز وفيق فلم أنظر ناحيتهم. قلت أستدرجه: بهذا المنطق نهدم فكرة الحرية من جذورها.

فقال بثقة: الحرية وهم يتراءى لخيال الإنسان العادي، وهو إنسان ميكانيكي في أغلب الأحوال. - قد يصدق كلامك على غمار الناس، ولكن يوجد أناس يمثلون القوة الفعالة المؤثرة في المجتمع.

ناپیژندل شوی مخ