وأمر السلطان فزج في السجن بالسلطان الشاب والملكة وكبار رجال الدولة.
واستدعى السلطان الجديد نوح وقال له: أنت أيضا ستوضع في السجن حتى يبت القاضي في أمرك ...
فتساءل نوح ذاهلا: ألا يشفع لي ما أبليت في القتال؟ - لا تشفع لك إلا براءتك!
10
هكذا جمع السجن بين الجميع وهم مكبلون بالسلاسل. وكان أول من عرف نوح تابعه القديم منصور الذي أنقذه من الغدر، والذي صار بعد ذلك حاجبا مكافأة له على جريمته الوهمية. نظر نحو سيده بذهول ثم هتف بفرح: مولاي!
فحدق الجميع به حتى عرفوه، وسرعان ما ارتعدت فرائصهم. وصاح منصور بسلطانه الشاب: هذا أبوك يا مولاي، هذا سلطان مصر الحقيقي!
وراح نوح يقلب عينيه ما بين الملكة والوصي القديم وابنه، ثم قال: أجل إني أبوك، غدر بي رجالي وأمك وأنت لا تدري.
فتمتم السلطان الشاب: أبي! - أجل، إني أبوك نوح، ضحية الخيانة والغدر. - ولم كبلوك بالسلاسل مثلنا؟ - جزاء امتناعي عن قتلك!
فقال الابن بتأثر: طالما حيرني ذلك! - ولكن لا مفر من الجزاء.
وراح نوح يردد عينيه بين الملكة وسائر الرجال الذين خانوه ثم قال متهكما: انعموا بعاقبة الخيانة!
ناپیژندل شوی مخ