وليس على عمر - رحمه الله - بأس مما ابتكر من صلاة التراويح في رمضان، ومن إقامة الحد على شرب الخمر، بل له في ذلك الفضل كل الفضل، وما أشك في أن الله قد رضي عن ذلك وادخر من أجله لعمر مثوبة عظيمة، إلى ما كان قد أعد له من المثوبة على حسن بلائه في الإسلام، وحسن صحبته للنبي
صلى الله عليه وسلم ، وصدق نصحه لأبي بكر رحمه الله، ولعنايته بأمور المسلمين وحدبه عليهم ورفقه بهم، وحسن الرعاية لفقرائهم وأغنيائهم على السواء، وما فتح للمسلمين من أبواب لنشر الإسلام في آفاق واسعة لم يكن قد بلغها أيام النبي
صلى الله عليه وسلم
وأيام أبي بكر.
إنما يكره الله من الأئمة أن يبتدعوا في سياسة الناس ما لا يلائم أصول الإسلام، وأن يهملوا من أمور الدين قليلا أو كثيرا، وأن ينظروا إلى أنفسهم أكثر مما ينظرون إلى رعيتهم من المسلمين والمعاهدين.
فكيف بعمر قد وفر للمسلمين الرخاء، وبلغ أقصى الرفق بالذميين، وكان شديد الحرص على أن يحيا أولئك وهؤلاء حياة رضية، فيها سعة ويسر، دون أن يكون فيها سرف أو مخالفة عما أمر الله.
والله - عز وجل - قد أمر نبيه
صلى الله عليه وسلم
بقيام الليل، فقال في سورة المزمل:
يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا .
ناپیژندل شوی مخ