بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي
أما بعد؛ فتراني هالكا ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك، فياغوثاه! يا غوثاه! يا غوثاه!
ويروون أن عمرو بن العاص كتب إليه يستمهله وينبئه بأنه سيرسل إليه عيرا أولها في المدينة وآخرها في مصر، يريد أنه يرسل إليه طعاما كثيرا.
ولكن رواة آخرين يقولون: إن مصر لم تكن قد فتحت عام الرمادة، وإنما فتحت سنة عشرين، وإذن فلم يكتب عمر إلى ابن العاص بمصر ولم ترسل مصر إليه شيئا.
وابن سعد يكرر في روايته أن عمر قد كتب إلى عمرو بن العاص بمصر، وأن عمرا أرسل إليه الطعام في البر والبحر.
ويقول ابن سعد: إن عمر بن الخطاب كان أول من حمل الطعام في البحر من مصر، وأرجح أنا ما رواه ابن سعد عن الواقدي وشيوخه.
والشيء الذي ليس فيه شك أن ولاة عمر على الأمصار قد أرسلوا إليه طعاما كثيرا، فكلف رجالا يستقبلون ما يأتي من الطعام حين يصل إلى جزيرة العرب، ثم يميلون به إلى أهل البادية فينحرون لهم الإبل ويعطونهم الدقيق ويكسونهم العباء، يؤدون إلى كل حي منهم بقدر حاجاتهم، وبحيث يستطيعون أن يفعلوا ذلك بكل من مروا بهم من أهل البادية.
وكان عمر ينحر الجزر في كل يوم، ويرسل منادين ينادون في الناس أن من أراد أن يصيب من الطعام فليأت، ومن أراد أن يأخذ حاجته وحاجة أهله فليفعل.
وكان له رجال يقومون على إنضاج اللحم، فإذا أتموا ذلك ثردوا للناس الثريد ووضعوا عليه من الزيت بعد طبخه، فكان يأكل من طعام عمر في كل يوم ألوف كثيرة من الناس، وآخرون كانوا يحملون منه ما يكفيهم ويكفي عيالهم.
ناپیژندل شوی مخ