قال: إن الحق على لسان عمر وفي قلبه. وليس غريبا أن يلقب عمر الفاروق؛ لأنه فرق بين الحق والباطل، سواء أكان الذي لقبه بذلك هو النبي
صلى الله عليه وسلم ، كما يروى عن عائشة أم المؤمنين، أم كان أهل الكتاب هم الذين لقبوه هذا اللقب وأخذه عنهم المسلمون كما يتحدث رواة آخرون.
ولم يكن عمر أيام أبي بكر أقل صراحة منه أيام النبي
صلى الله عليه وسلم ، فقد رأيت مراجعته لأبي بكر في أمر خالد بن الوليد، حين قتل مالك بن نويرة وتزوج امرأته، وإلحاحه عليه في عزله؛ لأن في سيفه رهقا.
وسترى أنه لم يكد يستخلف حتى عزل خالدا، ورأيت كذلك كيف راجع أبا بكر في إرسال خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام لحماية حدود الجزيرة العربية، وقال له: وشاركه علي في هذا القول: إن خالدا يحب الفخر، وإنه سريع إلى الإقدام، سريع إلى الإحجام. وصدقت الحوادث قول عمر وعلي، فأقدم خالد وأحجم وانتهى أمره إلى الفرار.
ومن أجل جراءة عمر وشدته في الحق، ومطابقة القرآن لرأيه في غير موطن، ونصحه لله ورسوله والمسلمين، كان النبي
صلى الله عليه وسلم
يؤثره أشد الإيثار، ويظهر له من ذلك ما كان يقر عينه ويملأ قلبه غبطة ورضى، حتى لقد استأذن النبي مرة في العمرة، وقال: إني أريد المشي. فأذن له النبي، فلما انصرف دعاه النبي فقال له: أشركنا يا أخي في صالح دعائك ولا تنسنا. فكان عمر يقول: لقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم
لي كلمة ما أحب أن تكون لي بها الدنيا وما فيها.
ناپیژندل شوی مخ