وهذا هو الشر الذي لا يزال يصيب البشر في عظماء الناس حينا بعد حين، فيقتل أخيارهم بأيدي أشرارهم أو يصيب علماءهم بجهل جهلائهم، فليتق الله الذين يتكلمون ويجادلون، فيثيرون الجهلة الأغرار وينقلب كلامهم في نفوس هؤلاء الجهلة الحمقى ضلالا وغرورا، وحقدا وقتلا، ثم لا يستطيع البشر كلهم أن يتداركوا الأمر ويأسوا الجرح.
الأربعاء 20 رمضان/5 يوليو
أحسن الأوقات ما أنت فيه
وقفت اليوم في شرفة من دار المفوضية في جدة أنظر إلى الشمس وهي مضيفة للغروب وردة صافية، والأفق حولها أبيض إلا ما لونته أشعتها، قلت: ما أجمله مرأى، وما أجمل هذا الوقت في رمضان! إن من محاسن هذا الشهر أن أوقاته محسوبة مرتقبة، ترقب المغرب والفجر، وتحسب ساعات النهار والليل، وهذا بعض ما فيه من تغيير في هذه المعيشة المتشابهة.
ثم خطر لي أني في الأصائل من الأشهر الأخرى أمشي على ساحل البحر مرحا، أقسم تأملي بين السماء والماء، وأنا في رمضان لا أستطيع خروجا ولا مسيرا؛ فثار في نفسي الجدال بين أوقات رمضان وغير رمضان واستطردت إلى قياس الأزمان والتفضيل بينها: الشتاء والصيف، والليل والنهار ... وهلم جرا.
فلما ترددت نفسي في الموازنة بين الأوقات، فجأني إلهام من الغيب: إن هذا للعجز؛ إن العجز أن يخضع الإنسان لسلطان الوقت بين حره وقره وأحواله المختلفة. إن وقتك أنت، فما أحسنت فيه فهو أحسن الأوقات، وما أسأت فيه فهو أسوأ الأوقات. بل خير أوقاتك حاضرك، فهو فرصة التقدم ونهزة الكمال.
أيها الحر المقدام الذي لا يخضع للزمان والمكان! اجهد أن يكون خير أوقاتك ما أنت فيه.
الخميس 21 رمضان/6 يوليو
انف عن فكرك وكتابتك الصغائر
سمعت أيام الشباب أن أستاذا إنكليزيا كان يقول لتلاميذه: إن مقدرة الباحث تبين فيما يحذف أكثر مما تبين فيما يثبت.
ناپیژندل شوی مخ