150

ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين .

في الناس من يعرفك في الشدة فيواسيك، فإذا انفرجت الغمة لم يقصدك إلا لماما، ولم يرزأك شيئا. أولئك هم الكرام أعوان الشدائد وإخوان اللزبات وهم كما في الحديث: «يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع.» وكما قال عنترة:

أغشى الوغى وأعف عند المغنم

وهؤلاء في الناس قليل، والزمان بهم جد بخيل. ثم هم إن حلت بهم المحنة صبروا ولم يطيشوا، ووقوا أعراضهم حتى تنفرج الكربة، وتنجلي الغمرة، ولقوا الحادثات كما قال الشاعر:

فما لينت منا قناة صليبة

ولا ذللتنا للذي ليس يجمل

ولكن رحلناها نفوسا كريمة

تحمل ما لا تستطيع فتحمل

ومن الناس من يزينون مجلسك ما دمت في عافية، يرجى خيرك ويخشى ضرك، كالشجرة المظلة المثمرة. فإن حلت النوب، واشتدت الكرب؛ تفرقوا شعاعا، وطاروا بغاثا، ولم تلق فيهم ذا مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع. وكثير في الناس هؤلاء؛ أصدقاء الرخاء.

ثم هم في خاصة أنفسهم كما قال القرآن الكريم:

ناپیژندل شوی مخ