Sharh Thalathat al-Usul by Khalid al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
79

Sharh Thalathat al-Usul by Khalid al-Muslih

شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح

ژانرونه

الجمع بين قَوْلُهُ ﷺ (لا تَنْقَطِعُ الهجرة حتى تنقطع التوبة) وحديث: (لا هجرة بعد الفتح، وإنما جهاد ونية) قال: [وَالدَّلِيلُ عَلَى الْهِجْرَةِ مِنَ السُّنَّةِ قَوْلُهُ ﷺ: (لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشمس من مغربها»]، وعند ذلك: ﴿لَاْ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام:١٥٨]، وهذا دليل على استمرار الهجرة. وهذا الحديث كيف يتفق مع قول النبي ﷺ في الصحيحين: (لا هجرة بعد الفتح، وإنما جهاد ونيّة)، أو: (ولكن جهاد ونيّة)؟ والجواب: يتفق معه أن الهجرة المنفية في حديث الصحيحين هي الهجرة المعهودة في زمانه ﷺ، وهي الهجرة من مكة إلى المدينة، وذلك أنه بالفتح تحولت مكة من كونها دار كفرٍ إلى دار إسلام، ولما صارت دار إسلام انتهى وجوب الهجرة أو استحبابها منها، وكذلك بقية الجهات في الجزيرة سلّمت بعد الفتح للنبي ﷺ، وأتت الوفود إليه ﷺ مقرين بدعوته مستسلمين له ﷺ، فقال: (لا هجرة بعد الفتح)، وأما الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام فهي مستمرة؛ لقوله ﷺ: (لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تطلع الشمس من مغربها)، وللعموم في قوله: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ [العنكبوت:٥٦]، وكذلك العموم في آيات سورة النساء.

8 / 5