شرح توحید الصدوق
شرح توحيد الصدوق
ژانرونه
أقول: وهذا هو «التعلم» لأن معناه الاكتساب من الغير سواء كان دفعة [1] كما في هذه الصورة أو تدريجا كما للنفوس الإنسانية.
وبالجملة، فكل مخلوق فعلمه لا محالة بعد جهل وتعلم سواء كان عقلا أو نفسا، والله سبحانه لما كان علما بذاته لا بصفة قائمة به أو عينه، فمعنى كونه عالما انه لم يجهل ولم يتعلم، بل أفاض العلم على العالمين، ووهب ذلك الكمال للمتعلمين، وأحاط بالأشياء علما قبل وجودها، لا بأن يتمثل في ذاته، بل لأن ذاته كانها مثال كل شيء والمثال لا يتمثل. ويحتمل أن يكون المعنى انه أحاط بالأشياء علما أي في العالم العقلي الإلهي قبل كونها أي وجودها الخلقي في العالم الحسي، فلم يزدد علمه بسبب وجودها إذ ليس علمه بصورة أو شبح حتى يزداد ذلك بسبب وجود ذي الصورة حين كانت الصورة مطابقة له، ولا بإضافة إشراقية نورية أو غيرها حتى يتخصص لوجود المضاف إليه. فوجود الأشياء هو نفس [2] صدورها معقولات له، فكيف يزداد علمه بسبب وجودها؟! فعلمه بها قبل كونها كعلمه بها بعد كونها إذ ذاته علم وكله علم فكيف يختلف علمه.
و«الكون» في قوله: «بكونها» تامة و«علما» تميز للازدياد وقوله «علمه» مبتداء خبره قوله: «كعلمه».
[وجه عليته وفاعليته تعالى للأشياء]
لم يكونها لشدة سلطان، ولا خوف من زوال ولا نقصان ولا استعانة على ضد مثاور، ولا ند مكاثر، ولا شريك مكابد. خلائق مربوبون وعباد داخرون
«ثاوره»: واثبه من «الثور» وهو الهيجان والوثوب. و«كاثره»: غالبه. و«كابد»:
مخ ۲۰۴