129

وجوده وتشخيص أوله وآخره وتقدير أجله ولكل أجل كتاب. والمعنى: انه جل مجده لما كان هو المعين لدرجات كل موجود؛ إذ به يبتدئ الوجود وإليه يصير بالكمال كل موجود وليس له ابتداء ولا انتهاء فلا حد له بذاته ولا ينحد بذلك التحديد.

أيضا، لأنه خارج عن أجناس الماهيات وحقائق الموجودات، فلا يتصل بوجوده شيء وليس بعده شيء كما لم يكن قبله شيء. وليس تحديده الشيء بأن [1] يجعله في ثاني مرتبته، كما الأمر في جميع العلل التي سواه، ذلك، حتى ينحد بتحديد ذلك الشيء، بل هو محيط بكل شيء ولا يخرج عن ملكه شيء فكيف يكون له ثان.

[أحديته تعالى ليست عددية]

أحد لا بتأويل عدد

أي أحديته ليست عددية بأن يؤول ويرجع إلى العدد ويصير مع فرض واحد آخر معه اثنين؛ إذ الاثنان من حيث هما اثنان، لا بد وأن يشتركا [2] في ذاتي أو عرضي وأقل ذلك صدق العدد العارض، لهما. والعرضي يجب أن يستند إلى الذات فيلزم كون البسيط فاعلا وقابلا أو إلى الذاتي المشترك فيلزم التركيب.

وسر ذلك ما قلنا مرارا من ان الكل بالنسبة إليه عز شأنه مستهلك باطل، فليس معه شيء حتى يكون ثانيا له [3] ، فليست وحدته عددية يتألف منها الأعداد وسيجيء زيادة بسط لذلك إن شاء الله.

مخ ۱۴۴