شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
225

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

پوهندوی

عبد المجيد طعمة حلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

من المقربين) آخرهَا فَلَا تزَال الْأَرْوَاح هُنَاكَ حَتَّى يتم عَددهَا بنفخها فِي الأجساد ثمَّ برجوعها إِلَى البرزخ فتقوم السَّاعَة فيعيدها ﷿ إِلَى الأجساد وَهِي الْحَيَاة الثَّانِيَة هَذَا كُله كَلَام إِبْنِ حزم وَقيل هِيَ على أفنية قبورها قَالَ إِبْنِ عبد الْبر وَهَذَا أصح مَا قيل قَالَ وَأَحَادِيث السُّؤَال وَعرض المقعد وَعَذَاب الْقَبْر ونعيمه وزيارة الْقُبُور وَالسَّلَام عَلَيْهَا وخطابهم مُخَاطبَة الْحَاضِر الْعَاقِل دَالَّة على ذَلِك ٥٥ - قَالَ إِبْنِ الْقيم وَهَذَا القَوْل إِن أُرِيد بِهِ أَنَّهَا مُلَازمَة للقبور وَلَا تفارقها فَهُوَ خطأ يردهُ الْكتاب وَالسّنة وَعرض المقعد لَا يدل على أَن الرّوح فِي الْقَبْر وَلَا على فنائه بل إِن لَهَا إتصالا بِهِ يَصح أَن يعرض عَلَيْهَا مقعدها فَإِن للروح شَأْنًا آخر فَتكون فِي الرفيق الْأَعْلَى وَهِي مُتَّصِلَة بِالْبدنِ بِحَيْثُ إِذا سلم الْمُسلم على صَاحبهَا رد ﵇ وَهِي فِي مَكَانهَا هُنَاكَ وَهَذَا جِبْرِيل ﵇ رَآهُ النَّبِي ﷺ وَله سِتّمائَة جنَاح مِنْهَا جَنَاحَانِ سد الْأُفق فَكَانَ يدنو من النَّبِي ﷺ حَتَّى يضع رُكْبَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ وَيَديه على فَخذيهِ وَقُلُوب المخلصين تتسع للْإيمَان بِأَن من الْمُمكن أَنه كَانَ يدنو هَذَا الدنو وَهُوَ فِي مستقره من السَّمَاوَات وَفِي الحَدِيث فِي رُؤْيَة جِبْرِيل فَرفعت رَأسه فَإِذا جِبْرِيل صَاف قَدَمَيْهِ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض يَقُول يَا مُحَمَّد أَنْت رَسُول الله ﷺ وَأَنا جِبْرِيل فَجعلت لَا أصرف بَصرِي إِلَى نَاحيَة إِلَّا رَأَيْته كَذَلِك وعَلى هَذَا يحمل تنزله تَعَالَى إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا ودنوه عَشِيَّة عَرَفَة وَنَحْوه فَهُوَ منزه عَن الْحَرَكَة والإنتقال وَإِنَّمَا يَأْتِي الْغَلَط هُنَا من قِيَاس الْغَائِب على الشَّاهِد فيعتقد أَن الرّوح من جنس مَا يعْهَد من الْأَجْسَام الَّتِي إِذا أشغلت مَكَانا لم يُمكن أَن تكون فِي غَيره وَهَذَا غلط مَحْض وَقد رأى النَّبِي ﷺ لَيْلَة الْإِسْرَاء مُوسَى قَائِما يُصَلِّي فِي قَبره وَرَآهُ فِي السَّمَاء السَّادِسَة فالروح كَانَت هُنَاكَ فِي مثل الْبدن وَلها إتصال بِالْبدنِ بِحَيْثُ يُصَلِّي فِي قَبره وَيرد على من يسلم عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الرفيق الْأَعْلَى وَلَا تنَافِي بَين الْأَمريْنِ فَإِن شَأْن الْأَرْوَاح غير شَأْن الْأَبدَان وَقد مثل ذَلِك بَعضهم بالشمس فِي السَّمَاء وشعاعها فِي الأَرْض وَإِن كَانَ غير تَامّ الْمُطَابقَة من حَيْثُ أَن الشعاع إِنَّمَا هُوَ عرض للشمس أما الرّوح فَهِيَ بِنَفسِهَا تنزل

1 / 235