شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
226

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

پوهندوی

عبد المجيد طعمة حلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

وَكَذَلِكَ رُؤْيَة النَّبِي ﷺ الْأَنْبِيَاء فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء فِي السَّمَاوَات الصَّحِيح أَنه رأى فِيهَا الْأَرْوَاح فِي مثل الْأَجْسَام مَعَ وُرُود أَنهم أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ وَقد قَالَ النَّبِي ﷺ من صلى عَليّ عِنْد قَبْرِي سمعته وَمن صلى عَليّ نَائِيا بلغته أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث بِأبي هُرَيْرَة وَقَالَ إِن الله وكل بقبري ملكا أعطَاهُ أَسمَاء الْخَلَائق فَلَا يُصَلِّي عَليّ أحد إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا أبلغني بإسمه وَاسم أَبِيه أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عمار بن يَاسر هَذَا مَعَ الْقطع بِأَن روحه فِي أَعلَى عليين مَعَ أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء وَهُوَ فِي الرفيق الْأَعْلَى فَثَبت بِهَذَا أَنه لَا مُنَافَاة بَين كَون الرّوح فِي عليين أَو فِي الْجنَّة أَو فِي السَّمَاء وَأَن لَهَا بِالْبدنِ إتصالا بِحَيْثُ تدْرك وَتسمع وَتصلي وتقرأ وَإِنَّمَا يستغرب هَذَا لكَون الشَّاهِد الدنيوي لَيْسَ فِيهِ مَا يشابه هَذَا وَأُمُور البرزخ الْآخِرَة على نمط غير هَذَا المألوف فِي الدُّنْيَا هَذَا كُله كَلَام إِبْنِ الْقيم وَقَالَ فِي مَوضِع آخر للروح بِالْبدنِ خَمْسَة أَنْوَاع من التَّعَلُّق مُتَغَايِرَة الأول فِي بطن الْأُم الثَّانِي بعد الْولادَة الثَّالِث فِي حَال النّوم فلهَا بِهِ تعلق من وَجه ومفارقة من وَجه الرَّابِع فِي البرزخ فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت قد فارقته بِالْمَوْتِ فَإِنَّهَا لم تُفَارِقهُ فراقا كليا بِحَيْثُ لم يبْق لَهَا إِلَيْهِ إلتفات الْخَامِس تعلقهَا بِهِ يَوْم الْبَعْث وَهُوَ أكمل أَنْوَاع التعلقات وَلَا نِسْبَة لما قبله إِلَيْهِ إِذْ لَا يقبل الْبدن مَعَه موتا وَلَا نوما وَلَا فَسَادًا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر للروح من سرعَة الْحَرَكَة والإنتقال الَّذِي كلمح الْبَصَر مَا يَقْتَضِي عروجها من الْقَبْر إِلَى السَّمَاء فِي أدنى لَحْظَة وَشَاهد ذَلِك روح النَّائِم فقد ثَبت أَن روح النَّائِم تصعد حَتَّى تخترق السَّبع الطباق وتسجد لله بَين يَدي الْعَرْش ثمَّ ترد إِلَى جسده فِي أيسر زمَان ثمَّ حكى إِبْنِ الْقيم بعد ذَلِك بَقِيَّة الْأَقْوَال وَأَنَّهَا بالجابية أَو بِئْر زَمْزَم وَأَن الْكفَّار ببرهوت وَأورد مَا أخرجه إِبْنِ مَنْدَه بِسَنَدِهِ من طَرِيق سُفْيَان عَن أبان بن ثَعْلَب

1 / 236